حذر اقتصاديون من أن تسجيل ارتفاع صغير في نسبة العاطلين في بريطانيا يمكن أن يكون دلالة على أمور أسوأ ستحدث في المستقبل.
وذكرت وكالة «بي إيه ميديا» البريطانية، أن بيانات رسمية صدرت اليوم الثلاثاء، أظهرت ارتفاع معدل البطالة في بريطانيا بواقع 0.1 نقطة مئوية ليصل إلى 3.8% خلال 3 أشهر حتى حزيران/يونيو الماضي.
وتعد هذه أول زيادة لمعدل البطالة منذ 17 شهراً، حيث كانت الشركات في حاجة ماسة للعاملين.
وبعد صدور البيانات، قال كبير الاقتصاديين بشركة بانثيون ماكروإيكونمكس الاستشارية صامويل تومبس: «إن معدل البطالة سوف يرتفع في وقت مبكر عما توقعه خبراء بنك إنجلترا».
وأضاف أن الطلب على العاملين بدأ في الاستقرار، وأصبح يأتي الكثير من الأشخاص لسوق العمل.
وأوضح أن معدل البطالة لم يعد يتراجع، كما أن المؤشرات تشير إلى أنه سوف يرتفع بصورة أكبر من توقعات بنك إنجلترا.
وأوضح أن 195 ألف شخص دخلوا سوق الوظائف خلال 3 أشهر حتى حزيران/يونيو الماضي، بزيادة بنسبة 0.6%.
وأضاف: «هذ النمو القوي لم يخفض عدد الذين يعتبرون غير نشطين، ولكنهم يقولون إنهم يريدون وظيفة، وهذا الأمر هو الذي ارتفع فعلاً».
وقالت الاقتصادية بشركة «انفستيك» إيلي هندرسون: «من الواضح أن الشركات ما زالت تعاني لاستقطاب عمالة كافية في ظل ضغط السوق».
وأضافت: «على الرغم من أن ظروف سوق العمل صعبة للغاية بصورة واضحة، فإن هذه الأرقام تشير إلى تحسن متوسط في الظروف».
ومن المرجح أن يكون ارتفاع معدل البطالة مؤلماً بدرجة أكبر للمتضررين من ارتفاع تكاليف المعيشة، بمعدل لم يسبق له مثيل منذ 40 عاماً.
مزيداً من المساعدة
إلى ذلك خلص استطلاع جديد إلى أن ثلثي البريطانيين يعتقدون أن الحكومة لا تقوم بما يكفي للمساعدة في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة.
وذكرت وكالة «بي ايه ميديا» البريطانية أن الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة ابسوس للابحاث السوقية أظهر أن 66% من المواطنين يعتقدون أن الحكومة لا تقدم لهم المساعدة الكافية في ظل ارتفاع تكاليف الطاقة، في حين يعتقد 28% فقط أن الإجراءات الحالية مناسبة أو زائدة.
وتظهر هذه النسب تفاقم سوء وضع الحكومة في عين المواطنين منذ أن أعلنت عن إجراءات لمساعدة المواطنين لمواجهة أزمة تكاليف المعيشة في آيار/مايو الماضي.
وبعد الاعلان عن الاجراءات، انخفضت نسبة الأشخاص الذين يعتقدون أن الحكومة لا تقوم بما يكفي من 76% إلى 49%.
ولكن يبدو أن تدهور الوضع الاقتصادي الآن عكس هذا التوجه، حيث تشير توقعات من بنك انجلترا إلى أن التضخم سوف يرتفع أكثر وأكثر، كما أن فواتير الطاقة سوف تتجاوز لاحقاً 4000 جنيه استرليني العام المقبل.