تواجه شركة سيارات فورد تعويضات عقابية محتملة، بقيمة 1.7 مليار دولار، بعد أن توصلت هيئة محلفين في جورجيا إلى حكم يوم الجمعة في قضية تتعلق بانقلاب شاحنة فورد F-250 صغيرة عام 2014، أسفر عن مقتل شخصين، وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال اليوم.
قرَّرت هيئة المحلَّفين في مقاطعة غوينيت وجوبَ فرض تعويضاتٍ على «فورد»؛ لبيع 5.2 مليون شاحنة «سوبر ديوتي» مع سقوف ضعيفة بشكل خطير يمكن أن تسحق الركاب في حادث انقلاب، وفقاً لجيمس بتلر، المحامي الذي يمثِّل المدَّعين في القضية.
كما أفاد بتلر بأنَّ القضية رفعتها أسرةُ زوجين من جورجيا كانا يقودان شاحنة «فورد إف-250 سوبر ديوتي» من مزرعتهما عندما انفجر الإطار الأمامي الأيمن، وانقلبت الشاحنة، فسُحِقا داخلها. فيما ذكر متحدِّثٌ باسم «فورد» يوم السبت أنَّ الشركة تتعاطف مع الزوجين، لكنَّها لا تعتقد أنَّ الحُكم مدعومٌ بالأدلة، وأشار إلى أنَّ الشركة تخطط لاستئناف الحكم.
يُعتقد أنَّ الحكم المذكور من أكبر الأحكام في جورجيا في التاريخ، وهو حكم كبير على نحو غير عادي في قضية تتعلَّق بحادثٍ تورَّط فيه مصنِّعٌ للسيارات، فعادةً لا تتجاوز الأضرار في هذه الأنواع من القضايا ملايينَ الدولارات، وغالباً ما يُسوَّى الأمر خارج المحكمة. وفي كثير من الأحيان، يخفِّض القضاةُ أو مَحاكمُ الاستئناف لاحقاً تلك الأحكام.
يُذكر أنَّ هيئة المحلَّفين في جورجيا منحت المدَّعيين كيم وآدم هيل، ابنَي الزوجين اللذين لقيا حتفهما في الحادث، يوم الخميس 24 مليون دولار كتعويضٍ عن الأضرار، حيث حدَّدت هيئةُ المحلَّفين 70% من الخطأ في القضية من جهة "فورد."
عَمِلَ مديرو «فورد» التنفيذيُّون لسنواتٍ على معالجة مشكلات الجودة والضمان المكلفة مع سياراتهم، بما فيها جعل هذا الجهد أولويةً في ظلِّ الرئيس التنفيذي الحالي، جيم فارلي. لذلك أصدرت الشركة 49 استدعاءً هذا العام، وفقاً لبيانات من الإدارة الوطنية للسلامة على الطرق السريعة.
ومن ناحيته أفاد فارلي في مكالمةٍ متعلِّقة بالأرباح في يوليو، أنَّ «الاستدعاءات وإجراءات إرضاء العملاء ما تزال تعوق الشركة؛ ما يؤثِّر على التكلفة، ويعوق التزام الشركة الأساسي تجاه عملائها»، وفقاً لمقالةٍ نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» حديثاً.
لا يمكن تحديدُ ما إذا كانت قضايا الجودة التي تحاول الشركة معالجتها لها أيُّ علاقة بحادث جورجيا، ولكن خصَّصت «فورد» العام الماضي ما يزيد على 4 مليارات دولار لتكاليف الضمان، بزيادة بنسبة 76% عن السنوات الخمس السابقة، في حين ارتفع إجمالي نفقات الضمان الخاصة بالشركة بنحو 17% من عام 2016 إلى عام 2021.
وفي وقت سابق من هذا العام، عيَّن فارلي شخصاً يُدعى جوش هاليبورتون مديراً تنفيذياً جديداً للجودة، علماً بأنَّه قبل قدومه إلى «فورد»، قضى هاليبرتون 17 عاماً في شركة «جي دي باور» المتخصصة في تقييم ودراسة جودة السيارات. أمَّا هالبيرتون فيتوقَّع تحسُّناً في مشكلات الضمان في «فورد» العام المقبل، ولكن ربما يستغرق الأمر من سنتين إلى ثلاث سنوات لرؤية النتائج المرجوّة.