تراجعت مُدن الولايات المتحدة وولاياتها عن بيع السندات لتغطية التزامات المعاشات التقاعدية، بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض؛ ما أدَّى إلى زيادة أعبائها طويلة الأجل المتمثِّلة في فجواتِ معاشاتٍ تقاعدية غير مموَّلة. لم تُبِع حكومات البلديات هذا العام سوى 2.7 مليار دولار من السندات التي تساعد عائداتُها جزئياً في تمويل أنظمة التقاعد؛ ما يشكِّل انخفاضاً بنحو 70% عن الفترة نفسها قبل عام، وفقاً لمقالةٍ نشرتها «بلومبيرغ» حديثاً.
في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر عائدات السندات لعشر سنوات من تقييم (AAA) إلى نحو 2.5% من نحو 1% في يناير، حيث ذكر بات لوبي، الخبير الاستراتيجي في شركة «كريديت سايتس»، أنَّ حالة السوق الآن تصعِّب تبريرَ بيع سندات التقاعد، إلّا أنَّ ذلك ليس مستحيلاً.
تبيع حكومات الولايات المتحدة ديوناً أقلَّ لتمويل المعاشات التقاعدية بالتزامن مع ارتفاع أسعار الفائدة. علماً بأنَّ الحكومات عادةً ما تستخدم عائداتِ ما يُسمَّى «سندات التزام المعاشات التقاعدية»؛ لتغطية الجزء غير المموَّل من التزاماتها، مع افتراض أنَّ عائداتها الاستثمارية ستتجاوز تكاليف الاقتراض. لكنَّ انحدار الأسهم هذا العام بنسبة 13%، مقترناً برفع بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، يجعل مبيعات السندات أكثر خطورة بالنسبة للمعاشات التقاعدية.
لذا يتجه القطاع نحو أسوأ انخفاض في التمويل منذ الأزمة المالية التي شهدها منذ ما يزيد على عقد من الزمن، ما أدَّى إلى اتِّساع الفجوة بين حجم المعاشات التقاعدية والفوائد التي تعهدَّت بها. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أفاد ويلشاير أسوشيتس، مستشار صناديق التقاعد، بأنَّ خسائر الربع الثاني تسببت في انخفاض النسبة المئوية لأصول أنظمة التقاعد الحكومية إلى الاستحقاقات الموعودة من 81.4% إلى 70.1%. أمَّا مبيعات سندات التقاعد فسجَّلت زيادةً سنوية بنسبة 123%، لتصل إلى 12 مليار دولار العام الماضي حين ارتفعت عائدات الأسهم، وانخفضت تكاليف الاقتراض.
ما تزال توجد فرص سوقية لبعض مُصدِّري المعاشات التقاعدية، حيث تبيع مدينة ريتشموند في كاليفورنيا الديون لإعادة تمويل سندات التزامات التقاعد المعلَّقة التي بيعت عام 2005. فيما ذكر مارك نورثكروس، المدير والمستشار المالي للبيع في «إن إتش أدفايزرز»، أنَّ «إعادة التمويل بطريقة أو بأُخرى لن تؤثِّر على المسؤولية التخمينية الحالية غير المموَّلة للمدينة مع نظام تقاعد الموظفين العموميين في كاليفورنيا». كما أشار نورثكروس إلى أنَّهم «يعملون الآن بصفة فنيين في إعادة تمويل الديون السابقة بهدف المنفعة الاقتصادية».