الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

تنقلات باهظة ووجبات بـ14 دولاراً.. كيف يعيق التضخم العودة إلى المكاتب في أمريكا؟

تنقلات باهظة ووجبات بـ14 دولاراً.. كيف يعيق التضخم العودة إلى المكاتب في أمريكا؟

بينما يعمل قادة الأعمال في الولايات المتحدة على جذب الموظفين للعودة إلى مكاتبهم هذا الخريف، يقف التضخم عقبة كؤود في وجه تحقيق ذلك، حيث ارتفعت تكاليف النقل والطعام ورعاية الأطفال بشكل أسرع من الرواتب.

ويقول بعض الموظفين إن الاستمرار في العمل من المنزل ليس أكثر ملاءمة فحسب، بل أرخص أيضاً.

عندما تسببت أزمة فيروس كورونا في تحول واسع النطاق إلى العمل عن بُعد في أوائل عام 2020، قدمت العديد من الشركات رواتب للموظفين الذين اشتكوا من كلفة إنشاء مكاتب منزلية وفواتير كهرباء أكبر، لكن الآن يقول بعض العمال إن العمل عن بعد هو الخيار الأكثر اقتصاداً مع استمرار ارتفاع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة.

وقالت لينا تومانيان، سمسار عقارات يقع مكتبها في مانهاتن لفاينانشيال تايمز: «أخسر نقوداً في كل مرة أغادر فيها منزلي». وحتى مع وجود وظيفة تتطلب وقتاً لعرض العقارات خارج المكتب، قالت تومانيان إنه من المتوقع أن تذهب عدة مرات في الأسبوع لمهام مثل البريد الإلكتروني ونشر القوائم.

وأضافت: «إنه أمر محبط حقاً أن الكثير من الأماكن تتطلب الآن أن يتولى الموظفون مناصبهم من داخل المكاتب، لأننا رأينا جميعاً أن بإمكان الجميع العمل في المنزل إلى حد كبير».

وارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بنسبة 8.3% في الاثني عشر شهراً التي سبقت أغسطس، مع ارتفاع مؤشر الغذاء بعيداً عن المنزل بنسبة 8%، ولا يزال سعر البنزين الذي يستخدمه الركاب الذين يقودون سياراتهم أعلى بنسبة 17% مما كان عليه قبل عام عند نحو 3.70 دولار للغالون، حتى بعد الانخفاض الأخير، وفقاً لـAAA.

ودفع أرباب العمل الكبار من «أبل» إلى «NBC العالمية» و«جولدمان ساكس» الموظفين للعودة إلى المكتب، وحققوا نجاحاً متبايناً، ووصلت معدلات إشغال المكاتب في 10 مدن رئيسية في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوياتها منذ بدء الوباء، وفقاً لبيانات من شركة الأمن «كاستيل سيستم»، كما وصل عدد ركاب المترو اليومي خلال الأسبوع الماضي إلى 3.9 مليون مسافر في مدينة نيويورك، وهو أيضاً أكبر عدد منذ مارس 2020.

ومع ذلك، أظهرت بيانات «كاستيل» الصادرة الاثنين أن متوسط معدل إشغال المكاتب لا يزال 47.3 % فقط، بانخفاض طفيف عن الأسبوع الماضي، ويعمل مترو أنفاق نيويورك بأقل من ثلثي حركة المرور في يوم عادي قبل الوباء، مع ضعف السفر بشكل ملحوظ يوم الاثنين، وقال نحو 60 % من الموظفين الذين شملهم الاستطلاع بواسطة موقع «زيب ريكروتر» للوظائف، إنهم يفضلون العمل عن بُعد.

وقالت جوليا بولاك، كبيرة الاقتصاديين في زيب ريكروتر « إنه لا يزال الموظفون يعبرون عن بعض التردد الجاد في العودة إلى المكتب وتفضيل قوي للعمل عن بُعد، الدوافع وراء الرغبة في العمل عن بعد تغيرت بمرور الوقت، لذا، في حين كانت المخاوف الصحية هي الشاغل الأول في البداية، أصبحت تكاليف التنقل الآن هي الشاغل الرئيسي».

ويقول العاملون في الولايات المتحدة بدوام كامل إنهم ينفقون ضعف هذا المبلغ في المتوسط في الشهر عندما يعملون في مكتب، أو نحو 863 دولاراً، مقارنة بـ432 دولاراً عندما يعملون في المنزل، وفقاً لمسح أجرته «أوول لاب».

وقال موظفو المكتب إن أكبر نفقاتهم اليومية كانت في المتوسط 15.11 دولار في التنقل، و14.25 دولار على الغداء، و8.46 دولار على الإفطار والقهوة، وأفاد أولئك الذين لديهم حيوانات أليفة أيضاً بإنفاق 16.39 دولار إضافية على خدمات مثل مشاة الكلاب.

ويعد هذا هو السبب في أن ميغان زوكرمان تقصر رحلاتها إلى المكتب مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، وغادرت زوكرمان، مديرة العلاقات العامة البالغة من العمر 28 عاماً، مانهاتن للانتقال للعيش مع والديها في نيوجيرسي في يونيو 2020.

وفي ذلك الوقت كان صاحب عملها لا يزال يخطط للعمل عن بُعد «إلى أجل غير مسمى».

وأعلن رؤساؤها في وقت لاحق عن جدول عمل ليومين في الأسبوع، في غضون ذلك، ارتفعت أسعار إيجارات الشقق في نيويورك بشكل كبير بحيث لم تستطع زوكرمان العودة، ووصل متوسط الإيجار الشهري على عقود الإيجار الجديدة في مانهاتن إلى مستويات قياسية لمدة ستة أشهر متتالية قبل أن ينخفض إلى 4100 دولار في أغسطس، وفقاً للمثمن ميلر صموئيل.

وقدرت زوكرمان أن رحلتها من نيوجيرسي -التي تشمل عبّارة وحافلة وتستغرق ما يقرب من ساعتين- تكلف 45 دولاراً ذهاباً وإياباً، لذا فإنها وجدت في النهاية وظيفة جديدة تسمح لها بالعمل في المقام الأول من المنزل.

وقالت زوكرمان: «أنا سعيدة حقاً لأنني تمكنت من الحصول على بعض المرونة، لأن قضاء يومين في الأسبوع في المكتب سيكون مكلفاً حقاً».

ووسع بعض أرباب العمل المزايا في محاولة للتعويض عن ارتفاع التكاليف، ومنحت شركة «زاتس إيت»، الشركة المصنعة للوجبات الخفيفة الصحية، التي أمرت بالعودة إلى المكتب العام الماضي، ثلاث بطاقات هدايا منفصلة من البنزين بقيمة 100 دولار لكل موظف عندما تجاوزت الأسعار 5 دولارات للجالون.

وقامت شركة الأدوية البيولوجية «أوروفانت»، ومقرها كاليفورنيا بتوسيع الاستخدامات المعتمدة لبدل الصحة بقيمة 500 دولار يُمنح للموظفين، من نفقات اللياقة البدنية إلى تكاليف النقل والغداء ورعاية الأطفال.

وقال بيتزي إسترادا، كبير مسؤولي الموارد البشرية في «أوروفانت»: «نحن نقدم ذلك لموظفينا للمساعدة في تقديم حوافز إضافية وتعويضات؛ لأننا ندرك أن كلفة المعيشة مستمرة في الارتفاع».