اعتاد المقبلون على شراء السيارات في بريطانيا، البحث عن طُرز سيارات قادمة من عدد قليل من الدول، كالولايات المتحدة أو ألمانيا أو اليابان، أو ربما فرنسا أو إيطاليا أو كوريا الجنوبية، إلَّا أن الوضع يبدو أنه سيتغير، حيث تسعى السيارات الصينية إلى غزو السوق البريطاني، بحسب تقرير نشرته صحيفة «التليغراف» البريطانية، اليوم السبت، حيث أوضحت الصحيفة أن شركة السيارات الصينية "BYD" ستُدشِّن أُولى سياراتها في سوق المملكة المتحدة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الصين تُعَدُّ حالياً أكبر منتج للسيارات في العالم، بعدما كانت تقتصر في السابق على توجيه إنتاجها للسوق الآسيوي فقط، وفشلت محاولات الصين الأُولى في اقتحام السوق الغربي بسبب نتائج المراجعات السيئة لسياراتها آنذاك، قبل أن تقوم بتحسين تصنيع السيارات، خاصة مع ظهور ثورة السيارات الكهربائية، حيث يمكن أن تقدم الصين السيارات الكهربائية لمختلف الأسواق، حيث تمتاز السيارات الكهربائية الصينية بأنها أرخص وتتفوق على المنافسين الغربيين، كما أشادت المراجعات الحديثة بموديلات السيارات الصينية الحديثة.
ونقلت الصحيفة عن العضو المنتدب في شركة «أليكس بارتنرز» للاستشارات الإدارية في شنغهاي، الدكتور ستيفن داير، قوله: «لقد قطعت العلامات التجارية الصينية شوطاً طويلاً، وأصبحت سياراتهم حالياً من أفضل السيارات في السوق العالمية، وهي بالتأكيد ذات قيمة مقابل السعر». وكانت الصين قد أصبحت أكبر سوق للسيارات في العالم من حيث المبيعات، منذ أكثر من عقد، متجاوزةً الولايات المتحدة في عام 2010، وذلك بعد تغيير كبير في الإنتاج في عام 2006، عندما بدأت المصانع الصينية في إنتاج محركات سيارات أكثر من أمريكا.
وفي العام التالي 2007، تغلبت الصين على ألمانيا، حيث أنتجت 6.4 مليون سيارة مقارنة بـ5.7 مليون سيارة، وبحلول عام 2009 حصلت الصين على لقب صناعة السيارات العالمية من اليابان. ومنذ ذلك الحين اتسعت الفجوة لصالح الصين مقابل سائر الدول المنتجة للسيارات، حيث أنتجت الصين بمفردها 21.4 مليون سيارة، من بين 57 مليون سيارة تم إنتاجها في العالم، خلال العام الماضي، متفوقة بسهولة على اليابان، والتي أنتجت 6.6 مليون سيارة، وألمانيا التي أنتجت 3.1 مليون سيارة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد الأسباب وراء ذلك يرجع إلى الطبقة المتوسطة في الصين، وبحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فقد ارتفع عدد الطبقة الوسطى في الصين من 39.1 مليون شخص في مطلع القرن الجاري، إلى حوالي 707 مليون شخص في عام 2018، ويرغب الكثير منهم في شراء سيارة، حسبما أكّد الدكتور داير.
وتابع قائلاً: «يهتم المستهلكون الصينيون عند شراء السيارات بـ3 أشياء؛ أولها التصميم، حيث يجب أن يبدو فخماً، كما أنهم لا يحبون السيارات الصغيرة، فهم يحبون السيارات الضخمة، وتحظى سيارات الدفع الرباعي بشعبية كبيرة في الصين». وتركز شركات تصنيع السيارات المصنعة الصينية بشكل أكبر على توفير راحة الركاب والمساحة، وذلك رغم أن العائلات الصينية صغيرة، لكنها تميل إلى السفر مع الأجداد، وبالتالي فإن من المهم للغاية أن تكون المقاعد الخلفية مريحة للغاية، مثل المقاعد الأمامية بالسيارة، وربما أكثر أهمية.
وذكرت الصحيفة أن "Great Wall" الصينية لصناعة السيارات، تستعدُّ لإطلاق سيارتها "Ora" في بريطانيا في نوفمبر المقبل، بعد محاولة فاشلة لدخول سوق السيارات في المملكة المتحدة قبل عقد من الزمان.