ضيقت مجموعة فانغارد الفارق في السباق مع شركة بلاك روك للهيمنة على صناعة الصناديق المتداولة في البورصة الأمريكية، والذي تبلغ قيمتها 6 تريليونات دولار حالياً.
ويبدو أن «فانغارد» استغلت الاضطراب على مستوى السوق وبدأت في جذب تدفقات بحوالي 45 مليار دولار في الربع الثالث.
وساهمت تلك التدفقات على فانغارد أن تتجاوز المنافس الدائم «بلاك روك» بـ25 مليار دولار، وفقاً لبيانات بلومبيرغ إنتليغنس.
ويصل إجمالي أصول صناديق الاستثمار المتداولة لشركة «فانغارد» إلى 1.76 تريليون دولار من خلال 82 صندوقاً، مقابل 2 تريليون دولار لشركة «بلاك روك»، وحازت «بلاك روك» على لقب أكبر مُصدر لصناديق الاستثمار المتداولة في العالم منذ عام 2003، فيما ساعدت التقلبات التي تحركها السياسة النقدية عبر الأسواق المالية «فانغارد» على تضييق الفجوة بشكل كبير خلال السنوات الماضية.
علاوة على ذلك أن الجمهور الأساسي لـ«فانغارد» هم المستشارون الماليون والمستثمرون الأفراد، الذين يميلون بشكل منهجي إلى تحويل الأموال إلى الصناديق منخفضة الكلفة لشركة «مالفيرن» في بنسلفانيا.
في حين أن القاعدة المؤسسية لشركة بلاك روك «ليست متسقة وسط اضطرابات السوق، ما يوضح أن «فانغارد» و«بلاك روك» تتبعان استراتيجيات مختلفة وعملاء مختلفين.
وازدهرت «فانغارد» تاريخياً في أوقات اضطراب السوق؛ لأن قاعدة المستثمرين لديها مشروط مسبقاً بالتمسك بأنفسهم ومواصلة الشراء، وذلك بالنظر إلى مسار التدفقات على مدى السنوات العديدة الماضية.
واهتزت كافة فئات الأصول تقريباً هذا العام حيث تحاول البنوك المركزية العالمية القضاء على أكثر قراءات التضخم حدة منذ عقود.
وأدت تلك الديناميكية إلى تمزيق العوائد، لكنها لم تفعل شيئاً يذكر لإبطاء تدفق الأموال إلى صناديق «فانغارد» منخفضة الرسوم للغاية.
وجذب صندوق «فانغارد إس آند بي 500 إي تي إف» أكثر من 36 مليار دولار في عام 2022، وهو أكبر عدد من صناديق الاستثمار المتداولة الأخرى ويسير على الطريق الصحيح لثاني أكبر تدفق سنوي للصندوق على الإطلا،. وفي الوقت نفسه، شهدت شركة«بلاك روك» التي تتخذ من مدينة نيويورك مقراً لها تقلص حصتها من أصول صناديق الاستثمار المتداولة الأمريكية إلى 34% حالياً من 40% في عام 2018.
وخلال نفس الفترة، نمت «فانغارد» حصتها إلى 30% من 25% وهي على المسار الصحيح لمدة 21 عاماً من النمو المستقيم، كما تشير إليه بيانات بلومبيرغ إنتليغنس. كافة المؤشرات السابقة لا تعني أن الإبحار كان سلساً تماماً وسط السوق الهابطة في الأسبوع الماضي.
وأعلنت «فانغارد» أنها ستغلق صندوق (VFLQ) في أواخر نوفمبر -وهي أول تصفية تجريها الشركة لصندوق ETFمن صناديق الاستثمار المتداولة-.
ومع ذلك، فإن اتجاه تقدم المستثمر واضح، وتتوقع بلومبيرغ إنتليغنس أن تتسلم «فانغارد» وتكون أكبر شركة للصناديق المتداولة عالمياً بحلول 2025.