أتت خطوات الولايات المتحدة الأمريكية في دعم الانتقال إلى المركبات الكهربائية بثمارها، حيث أشار المجلس الدولي للنقل النظيف في تقرير إلى أن أمريكا أصبحت أكثر استعداداً للكهرباء مما كانت عليه في الأشهر الستة الماضية، وهو أمر مبشّر للغاية بشأن مستقبل بدون سيارات محركات الاحتراق الداخلي.
ويرى المحللون أن عالم السيارات الكهربائية يعيش لحظة فاصلة بعدما وصلت حصة المركبات إلى 5% من إجمالي مبيعات السيارات في الولايات المتحدة، إلى جانب الخطوات الحاسمة التي اتخذتها إدارة الرئيس جو بايدن في الأشهر القليلة الماضية.
الخطوة الأولى والأهم كانت مواجهة القلق الأكبر للمستهلكين، وهو مدى السيارات الكهربائية وعدم توفر محطات الشحن، إذ أقدمت إدارة بايدن على تمرير مشروع ممول اتحادياً لإنشاء 50 ألف محطة شحن في جميع أنحاء البلاد نظير 1.5 مليار دولار، وهو جزء من تخصيص أكبر بقيمة 7.5 مليار دولار لإصلاح البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية.
وتُعَدُّ مشكلة الشحن الكهربائي في المنزل إحدى أكبر وأهم المشكلات التي تواجه التحول في اللحظة الراهنة، لكن تتعامل بعض المدن بشكل استباقي مع هذا الأمر من خلال مطالبة هياكل مواقف السيارات الجديدة بتركيب محطات شحن كافية، في حين أن مدن أُخرى تعمل على إنشاء شبكات شحن على جانب الطريق يمكن لجميع السكان الوصول إليها في غضون 5 دقائق سيراً على الأقدام.
تشمل التقنيات الأُخرى التي لا تزال في مرحلة التطوير الطرق الممغنطة التي يمكنها شحن المركبات الكهربائية أثناء قيادتها وشحنها ثنائي الاتجاه، ما يسمح للمركبات الكهربائية بإعادة الطاقة إلى الشبكة. وتذهب الطموحات لدرجة أن الطاقة الفائضة من السيارات يمكن استخدامها في الأوقات التي تزيد بها أحمال الطاقة، وهو ما من شأنه أن يقلل من الاعتماد على محطات الطاقة المُلوثة.
في نهاية التقرير، تمت الإشارة إلى نجاح الحكومة الأمريكية في جذب استثمارات ضخمة لمجال السيارات الكهربائية بسبب قانون خفض التضخم وتصريحات بايدن في معرض ديترويت الدولي، بجانب خطوات الولايات نفسها التي تحفز على الانتقال الكهربائي متمثلة في قرار ولاية كاليفورنيا حظر سيارات محركات الاحتراق بحلول 2035، والولايات الأُخرى التي تسير على نفس النهج أيضاً مثل نيويورك.