الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

كل شيء أصبح على ما يرام فجأة في الأسهم الصينية.. ماذا حدث؟

كل شيء أصبح على ما يرام فجأة في الأسهم الصينية.. ماذا حدث؟

بعد أن سجل المؤشر الرئيسي للأسهم الصينية أسوأ أداء في العالم على مدار العام الجاري، تمكن المؤشر من تغيير مساره ليكون الرابح الأكبر حتى هذا الوقت من نوفمبر الجاري.

وتزامن أداء الأسهم الصينية مع انقلاب جميع القضايا الرئيسية التي تضم قيود كوفيد وأزمة العقارات، وحتى توتر العلاقات الأمريكية الصينية، تلك التي عصفت بسوق أسهم ثاني أكبر اقتصاد في العالم لمدة عامين تقريباً، والذي قد يشير إلى موجة شراء في سوق الأسهم، وفقاً لبلومبيرغ.

وكان آخر شيء أثر بالإيجاب على المستثمرين هو الاجتماع وجهاً لوجه بين جو بايدن وشي جين بينغ الذي ولّد آمالاً في علاقات أكثر دفئاً بين القوتين العظميين، الأمر الذي حفز الرهانات على أن تحسين التوتر والتعاون بين الجانبين سيقلل من مخاطر شطب مئات الشركات الصينية مثل مجموعة علي بابا القابضة المحدودة من الولايات المتحدة بسبب مشاكل التدقيق.

وقفز مؤشر شركات التكنولوجيا الصينية المدرجة في هونج كونج اليوم، الثلاثاء، بنسبة 7.3 %، كما ارتفع مؤشر مؤشر هانغ سينغ الأوسط نطاقاً بنسبة 5% تقريباً بعد دخول منطقة السوق الصاعدة أمس.

ومن ناحيته، قال في سيرن لينغ العضو المنتدب لدى يونيون بانكير بريفيه «إذا أخذنا هذه العوامل معاً، فإنها تخفف أيضاً من القلق الأوسع نطاقاً من أن تصبح الصين أكثر عزلة بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي» مضيفاً أن صعود نوفمبر جاء بعد أربعة أشهر متتالية من الخسائر لمؤشر الأسهم الصينية الرئيسية التي أدت إلى استيلاء الرئيس شي جين بينغ السابق على السلطة في مؤتمر الحزب الشهر الماضي.

وبدأ انتعاش الأسهم بتكهنات حول الإعادة المحتملة لفتح الصين، والتي حصلت على بعض المصداقية بعد أن خففت السلطات بعض ضوابط كوفيد الأسبوع الماضي.

كما أدت سلسلة التحركات لتخفيف الأزمة النقدية في قطاع العقارات إلى زيادة الارتفاع، حيث أعطت ثقة المتداولين بأن بكين تتخذ أخيراً خطوات ملموسة لمعالجة أكبر نقطتين مؤلمتين للاقتصاد، صفر كوفيد، وأزمة العقارات.

وكانت أسهم التكنولوجيا والعقارات هي الأفضل أداءً في هونغ كونغ اليوم، الثلاثاء، حيث ارتفع مؤشر بلومبيرغ لمطوري العقارات الصينيين بأكثر من 3%، ما رفع مكاسب هذا الشهر إلى 61%.

قال ديلون جاغوري، المحلل في جلوبال إكس في نيويورك، في إشارة إلى اجتماع شي بايدن: «على الرغم من أن الاجتماع لم يتضمن اختراقات، إلا أنه كان هناك بعض التقدم الجدير بالملاحظة والذي يجب أن يكون إيجابياً للأسهم الصينية» مضيفاً أن قنوات الاتصال بين الحكومتين الأمريكية والصينية تعتبر حاسمة للحد من مخاطر شطب الشركات الصينة؛ ما يساعد في تخفيف المخاطر السياسية على الأسهم الصينية.

وفي البر الرئيسي، ارتفع مؤشر مؤشر شنغهاي شنزن «CSI 300» الصيني بنسبة 1.9%، بعد تكديس 16.6 مليار يوان صافٍ (2.4 مليار دولار) في الأسهم الصينية الداخلية عبر الروابط التجارية مع هونج كونج أمس الاثنين -وهو أكبر عدد منذ ديسمبر 2021- كان المستثمرون الأجانب مشترين صافين بقيمة 8.2 مليار يوان أخرى في جلسة الثلاثاء.

وجاء ارتفاع الأسهم على الرغم من أن البيانات أظهرت ضعف النشاط الاقتصادي الصيني في أكتوبر، مع مخالفة الناتج الصناعي للتوقعات، وتقلص مبيعات التجزئة للمرة الأولى منذ مايو، في إشارة إلى استمرار دعم السياسة، بينما سعت الصين إلى الحفاظ على مستويات نقدية وفيرة في نظامها المالي مع أدوات سيولة بآجال استحقاق مختلفة، ما ساعد على وقف أسوأ بيع للسندات الحكومية منذ ست سنوات.

وأشار تقرير بلومبيرغ إلى أن رد الفعل الأولي لبيانات الاقتصاد الكلي في الصين يبدو إيجابياً على الرغم من أنها جاءت دون التوقعات، ما قد يعزز احتمالية اتخاذ المزيد من الإجراءات التيسيرية على المدى القريب.