الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

جي بي مورغان: تقلبات أسواق السلع تقود إلى خروج 129 مليار دولار

جي بي مورغان: تقلبات أسواق السلع تقود إلى خروج 129 مليار دولار

قال بنك «جيه بي مورغان آند تشيس»، إن أسواق السلع شهدت واحداً من أكبر تحولات المعنويات في التاريخ بشأن المواد الخام، وذكر البنك، أن تقلبات الأسعار الجامحة ساهمت في تحفيز الاندفاع نحو عمليات الخروج التي سحبت معها 129 مليار دولار من السوق العالمية، ما يُعتبر رقماً قياسياً مقارنة بأي فترة سنوية حتى منتصف ديسمبر 2022.

ويأتي النزوح الأخير للأموال عقب تدفقات داخلة لسوق السلع على مدى أول شهرين من العام الحالي، بحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ. انتعش الطلب على كافة الأشياء بداية من النفط وصولاً للمعادن ذات الاستخدام الصناعي في وقت سابق من السنة الحالية، إذ تخلى العالم عن عمليات الإغلاق المرتبطة بوباء كورونا، وسعى المستثمرون للتحوط ضد معدلات التضخم العالية.

لكن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والمخاوف من الركود الاقتصادي على مستوى العالم حولت السلع -وهي الأصول المتقلبة المعروفة بالتأثر بمتغيرات مثل الطقس والكوارث التي يصنعها الإنسان- إلى مقامرة خطرة، وشهدت السلع أيضاً خلال 2020 و2021 تدفقات خارجة.

وتُعدّ تلك حالة صعبة لا يمكن الفكاك منها، إذ كلما ارتفعت الأسعار، كلما تم سحب أموال أكثر، وباتت السلع أشد خطورة.

تعمل غرف المقاصة على زيادة متطلبات الضمانات للحماية من حالات التخلف عن السداد، بينما تُفاقم أسعار الفائدة المرتفعة من تكاليف الاقتراض، ما يترك التداول أعلى كلفة. تنذر أزمة السيولة بتعطيل سلاسل التوريد المتأزمة فعلاً، وتعزز من معدلات التضخم، وتقود لوقوع حالات إفلاس وخطط إنقاذ.

وفي أوروبا، دفعت الزيادات الكبيرة بكلفة الطاقة لدى ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة لفرض عمليات تأميم للمرافق المتعثرة، بينما يخشى مزارعو الأغذية بهولندا من اضطرارهم للتوقف عن العمل، وعلى صعيد الولايات المتحدة، طُلب من الجهات التنظيمية فتح تحقيقات حول ما إذا كان المضاربون يساهمون في تقلبات الأسعار الكبيرة.

فيما مثّلت توقعات الاقتصاد الكلي أكبر مشكلة للمستثمرين والمشاركين التجاريين بالسوق.

عائدات السلع

قالت الخبيرة الاستراتيجية المتخصصة في السلع الزراعية في بنك «جيه بي مورغان» تريسي ألين: «في ظل صعود أسعار الفائدة التي رأيناها، يتعين زيادة عائدات السلع لتغطية الكلفة الباهظة للمشاركة بالتجارة، وعندما يصبح لدينا تقلب هائل من هذا النوع، تكون عملية إدارة هوامش الأرباح أعلى كلفة كثيراً».

وتقترب أعداد العقود النشطة وسط العقود الآجلة للخام الأمريكي من مستوى هو الأدنى منذ 2014، وتدور العقود المفتوحة بسوق الغاز الطبيعي الأوروبي الرئيسية، والتي تعرضت لواحدة من أشد عمليات صعود الأسعار المتطرفة لأي سلعة، حول أدنى مستوى لها منذ 4 أعوام تقريباً، رغم أنها لا تعد جزءاً من حصيلة التدفقات الخارجة الخاصة بـ"جيه بي مورغان."

وانخفضت العقود المفتوحة الخاصة بالقمح المتداول ببورصة شيكاغو مؤخراً لأدنى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية التي وقعت في 2008، وتراجعت السيولة النقدية بالعقود الآجلة للنيكل المتداولة ببورصة لندن بالقرب من مستوى هو الأدنى منذ 8 أعوام تقريباً.