الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

مستثمرو العملات المشفَّرة يسألون: هل وصلت البتكوين إلى القاع؟

مستثمرو العملات المشفَّرة يسألون: هل وصلت البتكوين إلى القاع؟

أثار الارتفاع المفاجئ لقيمة البيتكوين في يوليو حيرة المستثمرين في العملات المشفَّرة، ما دفعهم للتساؤل حول ما إذا بلغ أكبرُ أصلٍ رقميٍّ إلى القاعَ تمهيداً لصعود طبيعي. ولكن نظراً لكثرة دورات الازدهار والكساد في قطاع العملات المشفَّرة، لا يزال الكثيرون حذرين وغيرَ مستعدِّين لتقديم علامةٍ واضحة، نظراً لطبيعة التغيُّر السريعة للعملات الرقمية.

ويرجع ذلك إلى تكرار هذا السيناريو من قبل، حيث ترتفع قيمة العملة كثيراً ليتَّضح لاحقاً أنَّ هذا الارتفاعَ لم يكن سوى قفزةٍ في سوقٍ هابطة. لذا يصعب في الوقت الحالي تحديدُ ما إذا بلغت البيتكوين القاع، نظراً إلى تداول الأصول الرقمية طول العام جنباً إلى جنبٍ مع الأسهم الأمريكية، حيث يوجد الكثير من الخلافات بين الاستراتيجيين حول ما إذا انتهى أسوأ بيعٍ لها إلى حدِّ الآن.

ذكر مات مالي، كبير المخططين الاستراتيجيين للسوق في شركة «ميلر تاباك»، أنَّه من الصعب تحديد القاع، «لأنَّ ارتفاع البيتكوين نتج عن اندفاع الشباب الذين لم يستثمروا في أيِّ شيءٍ من قبل. علماً بأنَّ العملات المشفَّرة تعدُّ من أصول السيولة الآن، فطالما أنَّ الاحتياطي الفيدرالي يضيِّق سياساته، يصعب على العملات المشفَّرة الحفاظ على ارتفاعٍ مستدام».

وأضاف مالي أنَّ العملات المشفَّرة «فقدت الكثير من ثقة المستثمرين، لذا سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى تستعيد تلك الثقة».

رغبة المخاطرة

استعادت البيتكوين نحو 15% من قيمتها خلال الشهر الماضي حتى يوم الجمعة، في حين سجَّلت العملات الأُخرى، بما فيها الإيثيريوم، عائداتٍ أفضل. لذلك يشير شون كروز، من قسم استراتيجية التداول في شركة «تي دي أميريتريد»، إلى ضرورة عودة الرغبة في المخاطرة قبل أن تبدأ العملة في الارتفاع أكثر من ذلك. كما يتوقَّع كروز «تداولَ البيتكوين أعلى من القاع لبعض الوقت، حيث إنَّها مسألةُ انتظارِ تحوُّلِ الرغبة في المخاطرة».

وأجرى «بانك أوف أمريكا» مؤخَّراً استطلاعَ رأيٍ للمستثمرين، أظهرَ مشاعرَهم الكئيبة واستسلامهم المحتمَل، ولكن ينظر العديدُ من مراقبي الأسهم إلى هذا الاستطلاع على أنَّه إشارةٌ متناقضة. أما نويل أتشيسون، رئيسة قسم رؤى السوق في شركة «جينيسيس»، فتنظر أيضاً إلى «نسبة أرباح الناتج المستهلَك» لحاملي البيتكوين على المدى الطويل، أي ما لا يقل عن خمسة أشهر في المتوسط. تشير القراءات الحالية إلى نسبة 1%، أي حتَّى أصحابُ الأسهم طويلة الأجل يبيعون بخسارة. كما أشارت أتشيسون إلى أنَّ الانخفاض تحت هذا المستوى يشير تاريخياً إلى أنَّ القاع قريب.

ومن ناحية أُخرى، كتب المحللون في شركة «غلاسنود» أنَّ العملات المشفَّرة شهدت «انخفاضاً من أثقل وأسرع الانخفاضات في تاريخها»، لذلك يتطلَّب بلوغ القاع من المستثمرين تجربةَ «استسلامٍ واسع النطاق» يسبب استنفاد البائعين.

يراقب المستثمرون مقياسَ القيمة المحقَّقة، والذي يوضِّح الفرق بين قيمة العملة عند التصريف وعند الاستحواذ. في الوقت الحالي، يُظهر المقياس خسارةً غير محققة بنسبة -5%. علماً بأنَّ جميع الأسواق الهابطة السابقة تميل إلى الانخفاض إلى ما دون السعر المحقَّق، حسبما جاء في مقالة نشرتها «بلومبيرغ» حديثاً.

ذكر محللو «غلاسنود» أيضاً أنَّ «العديد من الإشارات تدلُّ على أنَّ القاع بدأ بالتشكُّل»، لكنَّ التفاؤل شرطٌ أساسيٌّ للاستثمار في العملات المشفَّرة. أمَّا الملياردير مايك نوفوغراتس، فأشار مؤخراً إلى أنَّ «الأسوأ انتهى» في قطاع العملات المشفَّرة، فرغم أنَّ بعض الإصدارات الأخيرة زادت من عدم الثقة بين مستثمري التجزئة، ما تزال حجة البيتكوين قوية. في الوقت نفسه، أفاد إيلون ماسك بأنَّ شركة «تسلا» باعت جزءاً كبيراً من كمية عملة البيتكوين الخاصة بها، رغم أنَّ ماسك أكَّد أنَّ هذه الخطوة لا ينبغي أن تُؤخذَ حُكماً على العملة.

بالنسبة لأليكس تابسكوت، المدير العام لمجموعة الأصول الرقمية «ناينبوينت بارتنرز»، فإنَّ العملة بلغت القاع، لكنَّه لا يستبعد إعادةَ اختبارٍ محتمَلة بقيمة 19000 دولار. ومع ذلك، «فإنَّ عائد المخاطرة للبيتكوين ينحرف بشدة إلى الجانب الإيجابي، إذ إنَّ المستثمر طويل الأجل يجد هذه النقطة نادرة ومثيرة».

إنَّ مسألة وصول البيتكوين إلى القاع لها آثارٌ كبيرة على قطاع العملات المشفَّرة، حيث يميل مستثمرو التجزئة إلى الابتعاد عن الشراء عندما يكون السوق في حالة تراجع؛ لذا يشير محللو «غلاسنود» إلى نسبة القيمة السوقية إلى القيمة المحقَّقة، والتي تقسم القيمة السوقية على متوسط سعر الشراء، حيث يجري تداولها حالياً عند 0.95، وهي قراءة ليست بعمقِ متوسِّطِ 0.85 الذي شوهد خلال الأسواق الهابطة السابقة.

ربما يعني ذلك مزيداً من الانخفاض، ما يستلزم وقتاً إضافياً لبلوغ القاع، ولكن يشير ذلك أيضاً إلى وجود دعمٍ أكبر من جانب المستثمرين في دورة الهبوط هذه، وفقاً لمحلِّلي «غلاسنود».