2018-05-27
الحقائق العلمية أظهرت مزيداً من الامتعاض والهلع من التخاذل الذي أصاب ضمير العالم، بتركهم لقوى الشر تعبث بالأنظمة والقوانين في منطقة الشرق الأوسط، فماذا نقول عن النواحي الأخرى التي حطمت كيان الكائن البشري بلا رحمة، ومسحت من الخرائط مدنهم وقسمت دولهم إلى مساحات متداخلة بلا حدود ولا سكان.
وبناء على ذلك، أشار أفلاطون في محاوراته إلى الحرب وأسباب قيامها، فعزاها إلى طبيعة الأهواء والأمزجة الإنسانية، فهي ذات طبيعة غريزية في الإنسان نفسه، ما اضطره إلى إيجاد بديل يقوم مقام ذلك عن طريق التربية الصارمة في تهذيب قوى النفس الشريرة ذات الأهواء المدمرة، كما يحدث الآن في دحر نظام إيران، وإيقاف عقارب الوقت الذي تستغرقه لرفع وتيرة النزاع في كل مكان في المنطقة عبر ميليشياتها في اليمن ولبنان والعراق وسوريا.
وكانت القوات المسلحة الإماراتية، العاملة ضمن قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أعلنت أخيراً عن تدمير زورقين للميلشيات الحوثية المدعومة من إيران في البحر الأحمر، وذكر البيان أن الزورقين اللذين جرى تدميرهما كانا يهددان إحدى ناقلات النفط التجارية في البحر الأحمر، فيما تمكن زورقان آخران من الفرار، وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية (وام).
وعلى هذا النحو ننطلق من مفاهيم مغايرة لرؤية أفلاطون ومؤيدي رؤيته بخصوص ماهية الحقيقة التي تحدد صناعة عالم من المثل ونحن نعايش عالماً مغايراً لا نعلم أين نجد حقيقة واحدة يقينية من حقائق تدور بين الدول العظمى وتداعيات المعاهدات والاستراتيجيات، وحرب النجوم وعسكرة الفضاء ونشر أسلحة هجومية متطورة في الفضاء الخارجي وسباق التسلح الجديد ونقل المواجهة إلى خارج المجال الجوي وغواصات تحمل صواريخ بالستية برؤوس نووية تنطلق من عمق البحر الأبيض.
وعند هذه النقاط يتوقف فهم بعض التطورات التي تتفق بدورها مع مسارات مختلفة بعضها ينفذ خلف الكواليس والبعض الآخر بين الدول المصنعة للأسلحة والمعدات العسكرية، ليكون الشرق الأوسط موطن الحروب والفتن حتى يصدروا منتجاتهم الحربية وخصوصاً التي بدأت تنتهي صلاحيتها.
هو في الواقع عالم فاحش العداء والثراء لا يكتفي من كل شيء، والأموال التي يحصدها من مدخرات الدول وثرواتها تستخدم في أغراض نفعية غير نزيهة، وما زالت كثير من المسائل معلقة ما بين مهلة وقرار وعقوبات.
[email protected]