السبت - 22 مارس 2025
السبت - 22 مارس 2025

التراويح عشرون

صلاةُ التراويح في رمضان سنَّةٌ مؤكدة للرجال والنساء؛ سنَّها صلى الله عليه وسلم، إذ صلى، صلوات الله وسلامه عليه، ذَاتَ لَـيْلَةٍ فِي المَسْجِدِ، فَصَلَّى بِصَلاَتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَـمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: «قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ» .. لغوياً، يقول العلامة ابن منظور في (لسان العرب): «التَّرويحةُ سمِّيت بذلك؛ لاستراحة القوم بعد كل أَربع ركعات، وفي الحديث صلاة التراويح؛ لأَنهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين ..»، ومنه يتبين أن صلاة التراويح أكثر من ثماني ركعات، لأن الترويحة الواحدة بعد أربع ركعات، فلو كانت ترويحتين للزم أن يكون عدد الركعات اثنتي عشرة ركعة؛ وأجمعت الأمة على أن صلاة التراويح 20 ركعة مِن غير الوتر، وثلاث وعشرون ركعة بالوتر، وهو معتمَد المذاهب الفقهية الأربعة، ونُقِل عن المالكية أيضاً أنها 36 ركعة.. لم تعرف الأمةُ القولَ بأن صلاة التراويح ثماني ركعات إلا في هذا الزمن، وهي على مر العصور عشرون ركعة؛ وسبب اللبس المتجدد الفهم الخاطئ للسنة النبوية، وعدم القدرة على التوفيق بين الأحاديث، وعدم الالتفات إلى الإجماع القولي والفعلي من عهد سيدنا عمر، رضي الله عنه؛ والخلاصة أن تارك التراويح خسر الأجر، ومَن زاد أو نقص فلا حرج عليه، ويُعَدُّ فعله، كما ذكره العلماء، قيامَ ليلٍ، لا تراويح. [email protected]