الإعلام الوطني ومواجهة الأزمات

من أهم المستجدات في الوسط الإعلامي أخيراً ما تضمنه محتوى اللقاء الرمضاني السنوي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مع القيادات الإعلامية الإماراتية، ورؤساء تحرير الصحف المحلية، وكبار مسؤولي المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية العاملة في الدولة. الدعوة التي وجهها سموه إلى الإعلاميين، وحثهم على «مواصلة دورهم في كشف الأجندات الخاصة، الساعية إلى قلب الحقائق وتضليل الناس» بحيث ينهض الإعلام بقياداته ومؤسساته بدوره أثناء تحمّل المسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه المجتمع والمكتسبات والأجيال، خصوصاً من سعار الحملات المشبوهة وتلك التي تتعلق باختراق الشباب وتستهدف فكرهم وعقائدهم. هذه الدعوة، إلى جانب تحديات المرحلة، جديرة بأن تتبنى القيادات الإعلامية والمؤسسات على ضوئها أساليب مواجهة مختلفة قائمة على أساس إدراك أهمية أن يقود الإعلام الوطني المشهد بدلاً من حالة رد الفعل التي، أحياناً وخلال مواجهة بعض الأزمات، يتصدى لها بدون أدوات وأسلحة تؤكد على استعداده وتبنيه للحلول الاستباقية. وركز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على «دور الإعلام الوطني في هذه المرحلة المهمة التي تخوض فيها الإمارات الحرب ضد الإرهاب ومغتصبي الحقوق، التزاماً بموقفها الثابت تجاه إعلاء كلمة الحق والوقوف إلى جانب أصحابه». تعد المسؤولية مضاعفة، وعليه، فالجهد لا بد أن يكون مساوياً لنوعية الأزمات التي عرفتها منطقتنا لأعوام. من المتوقع أن يخوض الإعلام الوطني مزيداً من المواجهات مع أزمات المستقبل، وعليه أن يكون مستعداً لكسبها، وبصورة تخلّد في الذاكرة التجارب الإعلامية النموذجية لحراك الإعلام الوطني. [email protected]