2018-05-31
بما أنه ما زال ضيفنا الكريم وفي كل سنة نرى مثل هذه التصرفات، إليكم الجديد من خلال جولاتي بين الشوارع.
أثناء الجولة اليومية قبل الفطور نتجه إلى بعض المطاعم من أجل حفنة من السمبوسة أو الباكورة، كعادة رمضانية منذ زمن طويل، وفي تلك الجولة شاهدت تصرف أحد الأشخاص، أيقنت بعدها أن شهر رمضان لا يغير نفوس البعض لأنهم لا يحملون أي ذرة من الأخلاق فيهم حتى وهم صيام.
تقف مجموعة من الفتيات يرتدين شعاراً لفرقة تطوعية، وقبل ساعة من الأذان يوزعن الفطور لمن هم في الطريق، وهذه بادرة إنسانية نشهدها في كل يوم، ولكن ما لم أستوعبه تصرف أحد الأشخاص الذي وقف وأمامه سيارة.. مد صاحبه يده ليأخذ العلبة وهذا الشخص زاد سخطه، وأزعج الموجودين بصوته النشاز، وكأنه الوحيد في هذا الكون صائم، وحينما جاء دوره لم يأخذ العلبة في البداية بل بدأ برمي الكلام الجاحد لتلك الجهود، ثم مد يده بكل وقاحة وأخذ العلبة ورحل مسرعاً وسط دهشة الجميع إلا أنا.
من الطبيعي أن أرى مثل هذه المخلوقات التي تكشف عن وجهها الحقيقي وسط هالة من الهدوء والسكينة بسبب الصيام، وأن البعض يتحول بسبب الصيام إلى وحش مفترس يحاول الانقضاض على أي شيء، حتى نسمة الهواء إذا مرت على شعر أذنه، وفي النهاية يقول بكل وقاحة: اللهم إني صائم.