الاحد - 09 فبراير 2025
الاحد - 09 فبراير 2025

حكاية البحر والصحراء (10)

في التاسع عشر من شهر رمضان المبارك الموافق الثاني من نوفمبر عام 2004، صمتت الحروف من منابعها واغرورقت العيون ومآقيها، وغلب الحزن على العقول في يوم لا ينساه قلب يؤلمه الفقد، فانتقال الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى جوار ربه كان صادماً للصغير قبل الكبير، وخبر رحيله إلى مثواه الأخير عمق في أفئدتنا الحزن ليصيبها بارتجاف عنيف أخرس نبضها، فرحيل زايد الخير هو حزن وطن نزفت دموعه على ثراه ليحتضن جسد أب الوطن ويضمه في أعماقه ويعتصر قلوبنا غصة وألماً، وتخفت أرواحنا في ذلك المصاب الجلل، حين صمت بوح زايد وارتشفت حكمته نبع الحياة الأبدية لتصير كلماته منهجا يتردد صداه في القلوب والعقول يزيدها حباً وعنفواناً لقائد أفنى عمره في تأسيس اتحاد دولة عززت تاريخها في عقود قليلة من الزمن. أيام معدودة وتعود ذكرى رحيل باني الوطن طيب الله ثراه في شهر رمضان الفضيل، ذكرى نتأمل فيها مآثر زايد القائد الملهم، فهو يوم زايد للعمل الإنساني، لتستمر حكاية البحر والصحراء ولا يغيب ضوؤها، حكاية تلتقي بمن حول الصحراء إلى حضن للسعادة، وترتقي بالبحر فيتوسع محيط خيراته ويغسل الوطن بخير وعطاء صاحب الأيادي البيضاء كما يرفد البحر بخيراته على ساحل النماء. من هنا تضيء حكاية البحر والصحراء ليمتد نورها على كل جزء من مفاصل حياتنا، وتلتقي بحلقات متجددة من تلك السلسلة المعطاء التي تجسد حب زايد الذي لا يغيب.