الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ثم بكيت

كتبت آخر كلمة في روايتي الثالثة «قيامة الآخرين»، بعدها تسمرت أمام شاشة الحاسوب بضع دقائق في حيرة من أمري، ثم بكيت. تكرر الأمر في روايتَي السابقتين. حين أكتب فأنا أدخل في علاقة حميمة مع شخصياتي، لذا أجده نوعاً من أنواع الفقد. هذه المرة ساورني فضول حول الطريقة التي يتعامل بها زملائي الكتاب مع هذه اللحظات. أنقل لكم مشاركاتهم مشكورين. كانت الأقرب إلى انفعالاتي، الشاعرة لين الوعري، إذ أخبرتني أنها «تبكي بكاء الخلاص» والكاتبة هند المشهور أيضاً التي قالت إنها جلست تبكي لأنها قررت أقدار كل شخصية ونهاياتها، تشبهنا الدكتورة وفاء أحمد، إذ «تقبل الحروف وتبتسم» بعد الانتهاء من الكتابة مباشرة. أما الكاتبة والتشكيلية مريم الزرعوني فتأتي هذه اللحظات على شكل «فرحة على الكاتم»، أما الكاتب عبيد بوملحة فيرتاح من الهم لبعض الوقت، إذ يكتنفه شعور آخر يوم في الامتحانات من صداع، حينها فقط يخلو العقل لوهلة من الأفكار. أخبرني الكاتب والناقد سامح كعوش بأنه يفضل أن «يرميها لأحدهم لعلها تضيء درباً منه إليه ويقع هو في الكشف». بينما تميل الكاتبتان نادية نجار وخولة السويدي إلى التفكير في الخطوات المقبلة من طباعة ونشر، بعد أن تدققها نادية «مليون مرة». أخيراً يعرض الكاتب عبدالله الريسي العمل على عدد من النقاد محل الثقة. [email protected]