الثلاثاء - 11 فبراير 2025
الثلاثاء - 11 فبراير 2025

لا نتمناها في رمضان وفي غير رمضان

من الأمور الموجعة التي تُدمي القلب، ولا نجد لها أي مبرر، وإن آمنا بقضاء الله وقدره، فلا نستطيع تغافل «الأسباب»، فمشكلة الشباب والقيادة المتهورة، وزد عليها الانشغال بكتابة الرسائل والالتهاء بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي أثناء القيادة باتت من السلوكيات القاتلة. على الرغم من جهود وزارة الداخلية للحد من تلك السلوكيات عبر الرسائل التي تبثها عبر منصاتها وفي كافة وسائل الإعلام ووسائل الاتصال، إلا أن الحوادث ما زالت تحصد أرواح الأبرياء والمتسببين بتلك الحوادث. في بداية الشهر الفضيل، كانت نتيجة الانشغال بالهاتف المحمول وعدم التركيز في القيادة، انحراف مركبة عن مسارها وضرب رصيف الممشى في أحد المدن السكنية في العاصمة أبوظبي، والذي صادف آنذاك وجود رجل أربعيني بصحبة زوجته لممارسة رياضة المشي بعد الإفطار، ليقضوا من فورهم إثر ذلك الانحراف. يومياً، هناك فواجع سير تُزهَق فيها أرواح بريئة بسبب السرعة الزائدة أو الانشغال بالهاتف المحمول وتصوير السيلفي وتسجيل المقاطع المصورة، فمعظم من يقضون في تلك الحوادث المروّعة هم من فئة الشباب. وحسب تقرير إدارة المرور في أبوظبي، فقد تسبب الانشغال بالهاتف أثناء القيادة في وقوع نحو 48 حادثاً مرورياً في إمارة أبوظبي، خلال العام الماضي، من بينها 43 حادثاً من دون إصابات، وخمسة حوادث جسيمة أسفرت عن وفاة ثلاثة أشخاص، وأضرار متنوعة في المركبات، فيما بلغ عدد السائقين الذين تمت مخالفتهم لانشغالهم عن القيادة باستعمال الهاتف خلال الفترة ذاتها نحو 30402 مخالفة. فعلى الرغم من تصنيف الانشغال بالهاتف المحمول ضمن المخالفات الخطرة، وعلى الرغم من تشديد إجراءات الضبط المروري برفع قيمة المخالفة، إلا أن هناك فئة لا تلتزم بتلك الضوابط لأجل سلامتها وسلامة الآخرين من مستخدمي الطريق. والآن، فهل نحن بحاجة إلى ابتكار تقني صارم يتم تزويد جميع المركبات به من قِبل إدارات المرور في الدولة، يقوم بتقييد هاتف قائد المركبة أثناء القيادة، ولا يسمح له باستخدامه إلا في حال إيقاف المركبة؟ لربما استطعنا أن نحد من هذه الممارسات الخطرة التي حصدت الأرواح وأدمت القلوب. [email protected]