الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

لنقوّ الإرادة ونتغلب على الملل

كلٌ منا لديه قدر معين من قوة الإرادة، ويتحدد حسب ظروف النشأة والخبرات التي نمر بها، ومهمتنا هي العمل على زيادة هذا القدر، وتحسين استخدامه، ولا سيما إذا عرفنا أن قوة الإرادة مؤشر أدق على النجاح من مستوى الذكاء. وقوة الإرادة هي قدرة ذهنية ونفسية، ليس لها مقدار ثابت، وقابلة للزيادة، وهي تتأثر بالعواطف، فالفرح والحماس، يمنحانها زيادة كبيرة، لكنها زيادة مؤقتة، بينما الحزن يؤثر بشكل سلبي في منسوبها، ولأننا لا نملك التحكم في العواطف، لذلك سنعتني بالأمور التي يكون تأثيرها ثابتاً. الاهتمام بالنوم والأكل مثلاً، يشحن المخزون اليومي لقوة الإرادة التي تحتاج تركيزاً وطاقة، وإنجاز الأهم أولاً مع بداية النهار، لأن قوة الإرادة تقل على مدار اليوم، وفي آخره تكون في أدنى مستوياتها، وبناء العادات الإيجابية، مثل ممارسة الرياضة، أو القراءة، يستهلك قوة إرادة في بدايته، لكنه مع الوقت يصبح آلياً، وهو تمرين جيد للإرادة، وليتنا نبسط الحياة فلا نستهلك الطاقة في اتخاذ قرارات ليست ذات أهمية، مثل «ماذا ألبس؟ وماذا آكل؟» وذلك بأن نضع حلولاً، فنرسم جدولاً أسبوعياً لملبسنا ومأكلنا. ولكي نلتزم بقرارٍ اتخذناه، بإرادة قوية، علينا ألا نترك مجالاً للتراجع عنه، فلا نأخذ مثلاً مبلغاً أكثر من حاجتنا عند التسوق، كي لا نخضع للمغريات، بل نلتزم بما قررنا شراءه فقط، والمؤكد هو أن الفوضى تشوشنا عند تنفيذ ما أردنا، فالمكان المنظم والمرتب يقلل من الضغط النفسي، ويسهل معه التنفيذ، كما يساعدنا تحويل المهام إلى ألعاب، كأن ندخل في سباق مع الزمن لتنفيذ قراراتنا، ومع الفوز يتولد الحماس ونتغلب على الملل. المبالغة في جلد الذات، يؤدي إلى ضعف الإرادة، بعكس المحاولة المستمرة لأنها الحل الوحيد الذي يقويها. [email protected]