2018-06-02
الرئاب جمع رؤبة وهي قطعة غالباً ما تكون من الخشب أو الحجر أو نحوهما، تدخل في الشيء لسد ثغرة ما أو صدع أو شق، فنقول رأب الإناء أي أصلحه، ورأب الثوب أي رقعه، وكذلك رأب القوم أي تدخَّل بينهما للصلح، فالحقيقة أنك قد لا تكون مصاباً بالاكتئاب، ولا فِعلياً محاطاً بالذئاب، وإنما مجرد ضائعاً في وادي (الرئاب)، بين صديقٍ عنك غاب، وعدوٍ إليك آب، وأملٍ منك خاب، ونُصحٍ فيك عاب، وبين «رؤباتٍ» لا تسد أي باب، فتظن أن الوضع ليس سيئاً كما تظن، بينما يكون أشد سوءاً مما تظن بل ومن سوء الظن نفسه!
يحدث أن نحب أكثر شخص يسبب لنا التعاسة، وألا نحب أكثر شخص يجلب لنا السعادة، فترانا نعشق تعاسة من نحب ونتفادى سعادة من لا نحب، لنغض البصر عن ذنوب الأول، ولا نغفر البتة زلة الثاني، مع أن «عدالة الإنسانية» تكمن في تفهم «إنسانية العدالة»، بمعنى أن العدالة بلا إنسانية أساس الظلم، والإنسانية بلا عدالة قمة الوحشية، حيث إننا لا نستطيع منع عناكب الظلام من لدغ أفكارنا دائماً، ولكننا حتماً نستطيع منعها من بناء بيوتها وتعشيشها في رؤوسنا!
عدا ذلك؛ تهاجمنا الذئاب ويشتد العقاب، فتدور (الرقاب) وتطير (الرئاب)!