2018-06-03
لقد كان المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على معرفة وعلم بأثر البيئة الكبير في جميع مفاصل الحياة، وخصوصاً في الناس، وفي تلك الحقبة قبل قيام الاتحاد وتأسيس دولة الإمارات، كانت سطوة الحياة القاسية ماثلة للناس، ما بين شح المياه وندرتها، والتي كانت بمثابة كابوس، وقلة الزراعة وتفرقها ومعها يصبح الطعام محدوداً وقليلاً.
وبالرغم من هذا الوضع الذي يعرفه الجميع، لم يتوقف تفكير المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من أجل إيجاد حلول تفيد الناس والبيئة معاً، لذا نجد أنه حفر الآبار وفتح قنوات الري، وحث الناس على الزراعة واستصلاح الأراضي المناسبة والصالحة للزراعة.
أيضاً منذ السنوات الأولى لقيام بلادنا وتوجهها نحو التطور والتقدم، كانت معايير السلامة البيئية لها الكلمة الفصل، فلا ملوثات ولا سموم تبثها المصانع ولا أدخنة تنفثها الصناعات، وبرغم كل هذا لدينا صناعات كبيرة واقتصاد قوي ولله الحمد، والحرص على السلامة البيئية والمحافظة عليها وصيانتها، من توجيهات وإرث مؤسس الدولة وباني نهضتها، فهو الذي قال: إننا نولي بيئتنا جل اهتمامنا لأنها جزء عضوي من بلادنا وتاريخنا وتراثنا. لقد عاش آباؤنا وأجدادنا على هذه الأرض وتعايشوا مع بيئتنا في البر والبحر، وأدركوا بالفطرة وبالحس المرهف الحاجة للمحافظة عليها وأن يأخذوا منها قدر احتياجاتهم فقط، ويتركوا منها ما تجد فيه الأجيال المقبلة مصدراً ونبعاً للعطاء.
ونحن على هذا النهج والطريق سائرون، في أعيننا وعقولنا تلك الكلمات والتوجيهات، وكل هذا الحرص على نظافة البر والبحر لتكون بيئة لنا وللأجيال المقبلة خالية من التلوث والعبث.
[email protected]