الثلاثاء - 11 فبراير 2025
الثلاثاء - 11 فبراير 2025

عودة هنيدي

محمد هنيدي ابن سنوات التسعينات الميلادية فنياً، وتحديداً مرحلة انتقال السينما من عهدة النجوم الكبار إلى عهدة الشباب، وكانت انطلاقة هنيدي جيدة مع «صعيدي في الجامعة الإسكندرية» و«همام في أمستردام» و«جاءنا البيان التالي»، لكن مسيرته بعد ذلك لم تسلم من الحفر والشراك. قبل هذا الموسم، كان حضور هنيدي التلفزيوني في منتهى السوء، إذ قدم فوازير «مسلسليكو» التي فشلت عن جدارة واستحقاق، وقدم مسلسلاً أسوأ هو «مسيو رمضان» مستثمراً نجاح فيلمه الجميل «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة». هذا الموسم، أطل علينا هنيدي بتحفة مفاجئة، «أرض النفاق» عن قصة الأديب الكبير يوسف السباعي، من سيناريو أحمد عبدالله وإخراج سامح عبدالعزيز ومحمد العدل. وكان أحمد عبدالله قد حفر اسمه في المشهد الفني المصري بتاريخ جيد، إذ قدم أفلاماً تجارية جداً، مثل «كركر» و«قصة الحي الشعبي»، وقدم في المقابل أفلاماً مدهشة جداً، مثل: «كباريه» و«الحرامي والعبيط»، وفي الدراما قدم خطاً متمايزاً كما في مسلسلاته «الحارة» و«بين السرايات»، وعليه، فإن من اختاره لصياغة قصة السباعي قد كسب الرهان. «أرض النفاق» سبق أن قدمها العملاق فؤاد المهندس في فيلم رائع قبل عقود، وهنا كان التحدي الأكبر الذي يواجهه هنيدي، لكنه أثبت نفسه، لم يعد هنيدي إلى جمهوره فقط بهذا المسلسل، بل إن الأهم أنه عاد إلى نفسه، وهذا هو المكسب الكبير لنا وله. [email protected]