الجمعة - 14 فبراير 2025
الجمعة - 14 فبراير 2025

أكبر فضيحة في تاريخ الرياضة

إننا ندرك أنه ما من أحد يمارس سياسة غير منتظمة بالقوانين سيكون فيها وضع إشكالي وممارسته السياسية بين المشروعية واللامشروعية، والعالم اليوم يريد مراجعة الوقائع والتاريخ قبل أن تصبح حربهم من أجل المصالح أو تصبح عقوبات من جراء التزوير إبان الفترة الزمنية الماضية للاتحاد الدولي لكرة القدم في عهد بلاتر بعد فوز قطر بالقرعة بتنظيم كأس العالم، حيث تدور التكهنات والشائعات بأنه تصويت مدفوع الثمن، وهو ما يمثل لحظة عابرة من عمر الزمن لن تعود، ولكن قد تُلغى. غير أن المحصلة الأخيرة تبين أن كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) سيفجر مفاجأة الشهر المقبل في روسيا وسيعيد التصويت من جديد لمونديال 2022. ثم ستذوب نواة الهيليوم وتصبح غازاً خاملاً وتتساقط في الهواء على الرغم من خفة وزنها، بعدما امتلأت الفضاءات الفسيحة ببلونات الهيليوم، حتى حجبت المساحات المضيئة، وتزايدت الدلائل والبراهين، وانتشرت في الأوساط السياسية قبل الرياضية واستنبط تعبير جديد لها يرتبط بتوزيع المصالح، كلّ يبحث عن سبب لاستضافة مونديال 2022، وفي آخر المطاف سيبقى الاحتيال وحيداً يعايش افتراضاً خاطئاً. على الرغم من ذلك، فإن الخيار الصعب يبقى حاضراً في خضم هذا السباق بين ألمانيا ومنظمات عالمية مناهضة للفساد تطالب بسحب تنظيم كأس العالم 2022 وحرمان قطر من فرصة المونديال، وكما قال عنها سوفوكليس الروائي المسرحي اليوناني «إن الرياح المعاكسة لا تثني القراصنة عن الإبحار عندما تتاح أمامهم الفرصة لاستغلالها». وثمة تصور آخر يتبناه الجميع أمام سيل الاتهامات لجهاز فيفا السابق بعد توزيع الغنائم بثماني سنوات، ظهرت المشاكل وتكشفت الحقائق، وتعالت الأصوات عن حرارة الطقس في قطر وعدم جاهزية الملاعب وتبريدها وقالت منظمة «هيومان رايتس ووتش» إن قطر تعد مقر «العبودية الحديثة» للعمال الأجانب. للأسف أننا صدقنا كذب بلاتر، وانهارت الأخلاق الرياضية فأصبح فيفا بجهازه الجديد يبحث عما تم إسناده لتنظيم بطولتي كأس العالم 2018 و2022 من قبل شخصيات لها مكانة عليا في فيفا أثبتت أمريكا عليهم التهم، وتبين أنهم مرتشون، وإدانتهم خيبت ظنون الناس. وكلما اقتربنا من الحقائق تأكدنا أن الحقوق والتنظيم والتشريعات محتوى ذو قيمة لكي تصبح الأهداف نزيهة، وتظل الوسائل الرذيلة تبعث عن النذالة وتحتاج إلى عناء كبير للتخلص منها، ويتطلب الموقف قانوناً دولياً يسيطر عليها ويضبط مساراتها. [email protected]