الاثنين - 10 فبراير 2025
الاثنين - 10 فبراير 2025

وجاءت العشر

عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله وجد وشد المئزر. فهذا حال النبي عليه الصلاة والسلام إن أقبلت العشر الأواخر من رمضان، فعلينا أن نقتدي به قدر الاستطاعة، فالعبرة بالخواتيم. ومن اجتهد فيمن بقي من رمضان فهو على خير، بإذن الله تعالى، ففي العشر الأواخر ليلة القدر والتي فخم الله شأنها في القرآن العظيم، فهي ليلة عظيمة مباركة تتنزل فيها الملائكة، وهي خير من ألف شهر، فمن الذي يفرط في استغلالها بعد ذلك؟ لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام: من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه. فالله الله في الجد والاجتهاد في هذه الأيام الشريفة الفاضلة من شهر رمضان، بل كان النبي عليه الصلاة والسلام لشدة اجتهاده في الطاعات يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، ليتفرغ لعبادة الله والتوجه إليه، فمن استطاع أن يعتكف فليطبق هذه السنة النبوية، ولنحرص في العشر الأواخر على قيام الليل، فمع التراويح نركع ما ييسر الله لنا من صلاة التهجد، ولنواظب على صلاة الليل طيلة العشر الأواخر، فمذهب عدد كبير من أهل العلم أن ليلة القدر تنتقل بين الليالي الوترية في العشر الأواخر، فحتى ندرك الفضل لنجتهد في العشر كلها. وثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني. وما أطيبه من دعاء جُمع فيه بين حسن الثناء على الله وسؤاله والتوجه إليه، فلنكثر من الإتيان به ولنحرص على الأدعية الأخرى الواردة في الكتاب والسنة، ولنجعل شعارنا كما قال الحسن البصري، رحمه الله: إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة، وقال وهيب بن الورد: إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل. [email protected]