2018-06-06
لم يكن اهتمام المغفور له، بإذن الله، الشيخ الوالد زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالبيئة نتاج مواثيق دولية، ولا بسبب اهتمام عالمي كما نرى الآن، بل كان من صميم القلب ولإدراكه، رحمة الله، أن البيئة والإنسان يشكلان منظومة الحياة والتوازن، فلا يطغى جانب على الآخر، لذا ستجد أنه أولى هذا الجانب العناية والاهتمام حتى قبل قيام اتحاد الإمارات، فهو ابن الأرض يعرف تفاصيلها ويعلم خباياها.
وعندما جرى تأسيس الاتحاد وقيام دولتنا المباركة السعيدة، مضى في ترسيخ هذه الرؤية وهذا المنهج، بانضمام بلادنا إلى جميع المنظمات الدولية التي ترعى وتهتم بالحياة الفطرية والبيئية، وشاركنا بفعالية في مختلف الأنشطة الدولية التي عنيت بالبيئة وصيانتها ومكافحة العبث بها وتلويثها.
وأستحضر في هذا السياق كلمات في مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية «قمة الأرض» الذي عقد في البرازيل عام 1995 حين تحدّث الوالد الشيخ زايد، رحمة الله، عن إنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الحفاظ على البيئة، فقال: «نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة على الرغم من كونها دولة حديثة في قطع خطوات واسعة لحماية البيئة ومكافحة التلوث وقهر الصحراء، حتى أصبحت دولة الإمارات القدوة والنموذج للدول التي تحدّت الطبيعة القاسية للصحراء وحافظت على البيئة ونقائها وتنميتها، ما جعل العلاقة بين الأرض والإنسان علاقة عطاء متبادل».
وبمثل هذه الرؤية الثاقبة والفهم الواضح للحياة البيئية، ومنذ وقت مبكر وسابق لكل هذا الاهتمام الدولي الذي كان في فكر ونهج الوالد القائد المؤسس الشيخ زايد، رحمة الله، نحصد اليوم في بلادنا ثماره بثقافة بيئية قوية راسخة وفهم واضح لمعنى سلامة البيئة والتي تعني سلامة الإنسان.