السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

استراتيجية العزم .. جدة خير شاهد

حين تتحد عوامل التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك، وخلفها إرادة سياسية قوية لمصلحة الشعوب، فما من شكٍّ في أن الثمرة النهائية ستكون يانعة. ففي أبريل عام 1967 كانت الزيارة الأولى للمغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى مدينة جدة للقاء أخيه الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه. وبعد أكثر من نصف قرنٍ من الزمان على ذلك اللقاء، وفي جدة أيضاً، حلّ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ضيفاً على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. المسافة بين اللقاءين ليست طويلة في أعمار الدول والحضارات، لكنها ثرية عميقة في حجم ونوع العلاقة السعودية الإماراتية إلى الحد الذي يعجز معه المراقب في الوصول إلى توصيفٍ أمثل يشخص هذه الحالة الاستثنائية من العمل العربي العربي المشترك. أخوة راسخةٌ وإيمان عميق بوحدة المصير، وتقاربٌ في وجهات النظر يكاد يصل مرحلة التطابق، مرة أخرى كل تلك العوامل مجتمعة، جعلت من العلاقة الإماراتية السعودية أنموذجاً مثالياً حريّ بأن يُحتذى على الصعيد العربي. وفي عصر التكتلات الاقتصادية والعسكرية والسياسية، يدرك قادة البلدين أكثر من أي وقتٍ مضى الحاجة الماسة لهذا العمق الخليجي العربي المشترك. لقد تجاوزت علاقة البلدين تلكم المظاهر الاحتفائية والبروتوكولات الديبلوماسية والمصالح التبادلية المجردة التي تحكم علاقات الدول غالباً، فالعلاقة بين البلدين ذهبت إلى أبعد من ذلك، إنها علاقة وطيدة بين قيادتين وشعبين شقيقين. وحين ادلهمت الخطوب إبان الأزمة اليمنية، أخذت العلاقة الإماراتية السعودية خطوات إلى الأمام، فهبت جيوش البلدين في خندق واحد لحماية الشرعية وإنقاذ اليمن من التوغل الإيراني المتمثل في تمرد الميليشيات الحوثية. واتحدّت خبرات البلدين الإنسانية في غوث وإعانة الشعب اليمني الشقيق في موقفٍ عربي شهمٍ نبيل، سيظلّ شاهداً حياً على القدرة الإماراتية السعودية في التحرك بقوة وصرامة وحزم أمام كل ما يهدد الأمن الإقليمي. وها نحن نشهد اليوم ميلاد استراتيجية عزم أركانها تنمية وتعاون وتمكين، نطمئن معها بأن مستقبلاً مشرقاً ينتظر الأجيال المقبلة على مستوى البلدين والمنطقة بأسرها. [email protected]