الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

بدون عسل

الفيل «راجان» الذي عاش حتى الستينات من عمره كان الفيل الأخير على وجه الكرة الأرضية من فصيلته، ذلك الفيل كان من فصيلة نادرة كانت مهددة بالانقراض منذ فترة طويلة، فصيلة تسبح وتغوص في مياه البحر. النمر العربي الذي ما زال ينتشر اليوم في جنوب سوريا، المملكة العربية السعودية، دولة الإمارات، سلطنة عُمان واليمن بأعداد محدودة جداً على وشك الانقراض. هل كنتم تعرفون وجوده، أم هل ظننتم أو شعرتم يوماً بأنه موجود أساساً؟ لماذا أوشك على الانقراض؟ لتلك الأسباب ذاتها التي تدفع ببقية الأنواع من الحيوانات نحو ذلك مما صنعته أيدي البشر، كالصيد، الزحف العمراني في مواطن هذه المخلوقات والتلوث البيئي. ليست الحيوانات وحدها، تقول الدراسات إن الكثير من الأطعمة ستنقرض قريباً جداً، وربما في وقتنا، على رأسها الموز، العسل، الأفوكادو، الكرز، القهوة والفاصوليا. لست من مدمني الفواكه والعسل، لكن هل يمكنكم تخيل الحياة من دون عسل ونحل وموز؟ وكيف سنعيش من دون قهوة يا قوم! في جامعة الإمارات، نجح فريق من الباحثين في إكثار ثلاثة أنواع من النباتات الجبلية والصحراوية المهددة بالانقراض، كشجرة اللبان العربي، وعلى مستوى العالم، نسمع دائماً عن مجهودات العلماء في الأبحاث الجينية من أجل المحافظة على إرث الكوكب من حيوانات ونباتات، وإرث الإنسان الجيني ذاته، فحتى هو قد بدأت عليه ملامح التغيرات البيئية والمناخية. كنا نسمع عن حيوانات منقرضة قبل وجودنا، كالديناصورات، وسمعنا أيضاً أن شكل الإنسان من حيث الطول والحجم والصفات الوراثية كان يختلف عن اليوم، ونسمع عن عالم جديد من «الروبوتات» قادم، بينما دخلت المعادن والسليكون ومواد أخرى في ترميم جسم الإنسان، فصمام القلب وحشوات الأسنان ومواد ترميم العظام تجعلك تشعر بأنك إنسان «شبه آلي»، أين يأخذكم خيالكم الآن في ظل هذه التغيرات؟