2018-06-09
رجع الرجالُ إلى بيوتهم، استعداداً لحرب الغد.
قال لها: سأعود.
أسندتْ رأسَها على صدره، وانخرطتْ في بكاء.. بصوتٍ تصاعدَ من حرقة صدره، صار يغني أغنيةً رملية.
توقفتْ عن البكاء، ورفعتْ رأسها لتراه مغمضاً عينيه، ومن بين شفتيه تخرج الأغنيةُ مثل جمرةٍ تستوي على عرش شتاء.
- كنتَ تغني لي هذه الأغنية، كلما صادفتَني أعبرُ حقلَك.
- وكنتِ تُخفين في مشيك رقصاً بحجم الأفق.
- عندما تجرأتَ وناديتَني، وقفت. أحسستُ بفراشات الحقل يطرن إليَّ، وبأزهار الليمون يتحوّلنَ إلى مصابيح خافتة.
- قلتُ لكِ: هذه السواقي تعزف لحنَ الأغنية. أتعجبكِ؟
- نعم. وحطّتْ على شعري غيمتان، ورأيتكَ ترقص. ترقص حتى استحال الحقلُ مهرجاناً من الضوء.
- سألتكِ: أتحبينَ النهار؟
- أنتَ نهاري الذي إن جفَّ، جاء الليلُ محمولاً على جياد من السكّر. مددتَ يديكَ، فانتابتني رعشةُ برعمٍ أصابه الندى.
- ومددتِ يديكِ، فإذا المساءُ يشير إلى الكون أن يستحيلَ غطاءً لأصابعنا المرتجفة.
- وهل ستتركني الآن؟
- سأعود. سأنثر الطين على أذرعة العدو، وأعود.
- الحربُ لا تعيد أحداً يا حبيبي.
- من أجلكِ، سأحاربُ الحرب، وسأعود.
[email protected]