2018-06-09
لفتت انتباهي تقارير نشرتها شركة غوغل عن إحصاءات الإعلانات المخالفة في عام 2014، والتي تضمنت إيقاف أكثر من 500 مليون إعلان تضمّن برامج خبيثة وتجسسيّة. كما وصل عدد المعلنين الذين وصفتهم غوغل بالسيئين إلى نحو 800 ألف معلن، حيث قام هؤلاء بانتحال الشخصيات ودعوة المتصفحين لزيارة صفحات مزورة. المخيف هو عدد الإعلانات المروّجة لمنتجات العناية بالصحة والبشرة، وتم حظر ما يقارب 10 ملايين إعلان تحت بند التسويق غير المشروع لصيدليات غير مرخصة.
في هذه الأثناء من قراءتي للتقارير، كانت بعض الوجوه البريئة تطل علينا بإعلان تلفزيوني قام ببطولته فنان مشهور، بهدف التبرع لمرضى أطفال السرطان. كنت على وشك التصديق بأنهم مرضى حقيقون، وكدت أبكي لابتساماتهم التي استطاع ذلك الفنان أن يزرعها على وجوههم، إلى أن لمحت ذاك الطفل ذا الشعر المتساقط اصطناعياً (باروكة)، حينها تحول التعاطف إلى امتعاض يتساءل عن مصداقية إعلان حسّاس بهذه الدرجة؟
ما الذي سيخسره ذاك الفنان لو أنه زار مرضى حقيقيين وأسعدهم بوجوده حقاً كما مثّل بالإعلان؟ ماذا عن تكاليف إنتاج هذا الإعلان وعرضه في إحدى أهم القنوات التلفزيونية في الوطن العربي؟ ألن تتجاوز تلك التكلفة الملايين الكفيلة بعلاج مئات المرضى سلفاً؟ وإلى متى سيستمر الاستخفاف بعقل المشاهد، والمتاجرة بالعاطفة في سبيل تحقيق الانتشار والشهرة؟ هنا، كم تمنيت لو أن لغوغل فرعاً تلفزيونياً.
[email protected]