2018-06-10
كان لا بد من وجود حائطٍ ما، يدق عليه جبهة غضبه، وقف مستنداً بكتفه إلى الباب ويداه معقودتان إلى صدره، يراقب لوحة مُعلَّقة فوق رأسه، تعلن بحبرٍ أسود ملطّخ، وبخطٍ مائلٍ مفخَّخ، (بعض القوانين وُضِعت لحماية قوى الشر وكبح قوى الخير!) استغرق عمراً في تأمل حروفها المغبرة الكالحة، ومراقبة نوافذ هدر الجهود الكادحة، كان شبابه عتيقاً عريقاً وغير مهندم، وكان حلمه مبنياً من الطوب الأحمر ومتهدماً، ليبقى السؤال: [ماذا لو سَنَّ قوانينه «الوضعية» فوق تلك القوانين «الوضيعة»؟]
كان لا بد من وجود بحرٍ ما، تروي منه ظمأ حنقها، قبعت عند دكانٍ محشور في جناحٍ خشبي آخر الزقاق، وسط مدينةٍ متربة السماء مظلمة تعاني الانشقاق، قرأت في الهواء كلمات كُتبت بازرقاق، (هنا، ما عاد الأطفال يلعبون «بالدمى»، فهنالك الكبار يلعبون بحذف آخر حرف أي «بالدم»!) هكذا بات شبابها مفعماً بالإرهاق، نشيطاً بالإخفاق، مضيئاً بالاحتراق، مثيراً للاختناق، فلم تفهم معنى الحق والاستحقاق، ليبقى السؤال: [ماذا سيحدث لو لعبنا بالدمى رغم أنف الدم؟].
غداً يومٌ مشرق! سأستيقظ باكراً قبل حزني، وقبل أن تسقط دمعتي، سأمشي على رؤوس أصابعي لئلا أزعج أحلامي النائمة، سأرتدي ثقتي بربي وسأمضي سريعاً نحو قدري، لأصبح أنا على خير!
[email protected]