القرارات وبحوث التسويق

اتخاذ القرار المناسب هو أكبر تحدٍّ يواجهه قادة المؤسسات، وتعتمد عليه بقاء المؤسسة من خلال حسن أدائها لسبب وجودها أو فنائها مخلفةً آثاراً سلبية على قطاعها وعملائها والمجتمع فضلاً عن مواردها وأيضاً العاملين بها. والقرارات الفعالة تحتاج إلى صناعة من خلال معلومات حديثة وموثوقة وشاملة وذات علاقة. لذا تلجأ المؤسسات إلى استقصاء رأي اللاعبين الأساسيين والمتأثرين بتلك القرارات عن طريق بحوث يمكن في المحصلة تسميتها بحوث تسويقية. صحيح أن القرارات الفردية والارتجالية عادة ما تخلف الكثير من الأزمات، وهناك حاجة للقرارات المؤسسية ذات البعد الاستراتيجي الذي يحتاط ويقيس الأثر على المدى البعيد؛ إلا أنه في الوقت ذاته ينبغي الحذر من المبالغة في دور الأبحاث التسويقية في صنع القرار؛ فهي أداء مساعدة تزيد كثيراً من فرص اتخاذ القرارات السليمة وليست بديلاً عنها كما يظن البعض، فالبحوث التسويقية لا تقدم الحل أو القرار بل توضح الرؤية. لذا ينبغي على القادة أن يدركوا التالي: - حتى أكثر الأبحاث دقة وواقعية قد تكون محفوفة بالأخطاء وإغفال بعض الجوانب الخفية. - بحوث التسويق لا تتنبأ بيقين بما سيحدث في المستقبل بل تقدم مؤشرات محتملة. - اتخاذ القرارات في النهاية يجب أن يتم في ضوء معرفة القادة وخبراتهم المتراكمة. كما أن أبحاث التسويق يمكنها أن تقلل من المخاطر المرتبطة بإدارة استراتيجيات التسويق القبلية والبعدية. على سبيل المثال؛ يمكن أن يقلل من مخاطر طرح منتجات جديدة من خلال تقييم قبول المستهلك لها قبل تقديمها على نطاق واسع. وفي المقابل؛ يمكن لأبحاث التسويق أن تفحص تأثيرات تغيير أي عنصر من عناصر المزيج التسويقي على إدراك العميل وسلوكه. قد يعتقد البعض أن مصطلح «بحوث التسويق» مرتبط بالنشاط التجاري والربحي فحسب، ولا علاقة له بالقطاع الحكومي أو المنظمات الخدمية؛ وبرغم انتشار هذا الاعتقاد إلا أنه غير صحيح بالمرة، وأعتقد أنه بدأ يتلاشى بالتزامن مع تطبيقات التفكير والتخطيط الاستراتيجي أو نتيجة لها، حيث أصبحت أحد المدخلات الأساسية في تحليل بيئة المؤسسة والعوامل المؤثرة والمتأثرة بها، تمهيداً لتحديد رؤية المؤسسة ورسالتها وأهدافها الاستراتيجية. لكن كيف تتم الأبحاث التسويقية؟ سؤال أختصر إجابته بخطوات منهجية أسرد عناوينها الآن وقد أعاود شرحها لاحقاً وهي: (الهدف من البحث، خطة البحث، تنفيذ البحث، تحليل المعطيات واستخراج المؤشرات، إعداد التقرير بالنتائج). كونوا بخير. [email protected]