2018-06-12
لعق أصابعه الخمسة بنهم من آثار قطعة حلوى مأكولة وجدها على رصيف الشارع، مسح فمه مُطْبِقاً على شفتيه بطرف كمه الممزق لئلا يُفسد بقايا الطعم في حلقه، تعلَّقت عيناه برائحة اللحم المنبثق من أبخرة أحد المطاعم، لمعت سريرته عند رؤية حذاء جديد عُرض بسعرٍ زهيد، بمناسبة حلول العيد، هكذا قضى (عيد) يومه قبيل عشية العيد، إلى أن هطل عليه صندوق من البعيد، يحمل كل ما يحتاج إليه الطفل السعيد، فارتسمت الابتسامة على وجهه الجهيد.
ثمة مفطرون لا يصومون، وثمة صائمون لا يفطرون! وشتان بين الفريق الأول والثاني، فهذا يُماري وهذا يُعاني، والغريب أن نجد أولئك المفطرين يمتلئون بالعيد حد الشبع، في حين أن أولئك الصائمون يتضورون به حدّ الوجع، لكن الجوع ليس في فَقر المسكن والملبس والمأكل، وإنما في فَقْد المشاعر داخل الروح! فالحقيقة أن ذلك «الصندوق» هو أنتَ وأنا، وجميع مَن مَعنا، ومَن رآنا أو سمعنا، المهم أنه قد فَهِم المعنى، عن الخير الذي يُقدَّم للغير، لكي يغدو العالم بخير، فحين نزرع بذور السعادة والهناء، نقلع جذور الشقاء والعناء، كما أن الشتاء بوجود الإنسانية دافئ كالربيع، والصيف بلا إنسانية باردٌ كالصقيع.
حسناً أنا لا أبكي من الفرحة! ولكن ابتسامة (عيد) دخلت عينيَّ!