السبت - 08 فبراير 2025
السبت - 08 فبراير 2025

وضع الشهادة التعليمية

لم يعد المستوى التعليمي مقياساً مناسباً ويمكن إسقاطه على مختلف جوانب الحياة، بمعنى لا يمكن اعتبار من أنهى دراساته الجامعية خبيراً أو كمن يجلس على هرم من المعارف والعلوم، لأننا نعلم أن هذه الشهادة باتت تضمحل أمام تحديات الواقع الحياتي الذي نعيشه، فلم يعد جوهر وعمق هذه الشهادة هو الهدف أو الغاية المطلوبة، هي فقط تفيد أين وصلت في دراساتك، ولكن خبراتك العملية صفر ومعارفك متواضعة ولا تكاد تذكر. عندها لن يلتفت للشهادة، تلك الشهادة وظيفتها أن توضح في أي درجة أنت، أو كما يقال أين وصلت جديتك، لكنها لم تعد هي الضمانة للحصول على فرص العمل مثلما كان يحدث في السابق، لأن فرص العمل الشحيحة باتت لها متطلبات أخرى أكثر أهمية، فلم يعد شرط الشهادة هو الوحيد، أو هو الأهم لدى صانع القرار في المنشأة أو في الجهة التي تريد العمل فيها. أرباب العمل ومديرو الشركات يحتاجون إلى نوعية جديدة من الموظفين، أولئك الذين يتميزون بالمبادرة والابتكار والتفكير الدائم في التطوير، الذين لديهم هاجس دائم لتقديم كل جديد ومميز في عملهم اليومي، ثم يأتي متطلب الشهادة وكأنه معيار وظيفي، برغم أن هناك من يملك المهارة والمعرفة والخبرة ولا يحمل شهادات عليا، وبرغم هذا يحصلون على مرتبات شهرية ومزايا وظيفية عالية. هذه ليست دعوة لإهمال التعليم العالي، بل هي دعوة للتوجه للعمل من السنوات الدراسية الثانوية واكتساب الخبرات، فضلاً عن التزود بالمعارف والعلوم بشكل دائم ومستمر. [email protected]