الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

إرهاب الطفولة

الأطفال هم ملاك الحياة وبراءتها، ونقاء البشر، والطفل لا يعرف العادات السيئة، ولا يضمر الشر، ففطرته تبقى بيضاء نقية حتى تؤثر فيه العوامل المحيطة فيتبعها أو يقلدها من خلال تعلمها أو اكتسابها مع مرور الوقت. تطورت أساليب العنف والإيذاء تجاه الأطفال، وذلك مع مرور الزمن من خلال المؤثرات الطارئة والمتجددة في حياة البشر، وهذه عادة كونية. يعد العنف ضد الأطفال من أهم القضايا الاجتماعية والنفسية المعقدة التي تواجه مجتمعات في أنحاء العالم، حتى وإن اختلفت وتباينت معدلاتها بين مجتمع وآخر، وهذا يعود إلى معدل الوعي المجتمعي بشكل عام. هذه الظاهرة المزعجة وجدت اهتماماً كبيراً لدى كثير من المنظمات والمؤسسات ذات العلاقة، كونها وبشكل مباشر ترتبط بلب تكوين المجتمع والمتمركزة في «الأسرة»، كونها الحاضن الأول اجتماعياً وتربوياً ونفسياً، لذا يتعرض الكثير من الأطفال في أنحاء العالم لغول العنف، في المقابل، فإن هناك ملايين آخرين قد يكونون معرضين للعنف ومخاطره حسب إحدى الإحصائيات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف). تشير بعض التقارير من المنظمة العالمية إلى أن الأطفال في أنحاء العالم يتعرضون لأشكال العنف، سواء البدنية منها أو النفسية أو الرمزية أو الصحية، والمتضمنة الإتجار بهم، أو لأغراض جنسية، أو إرهابهم عبر الإنترنت بالعنف العاطفي أو الجسدي. من بين أنواع الأذى الكثيرة استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لترويج الإيذاء النفسي على الطفل، من خلال تصوير ما يدعيه بعض الوالدين أو الأشقاء أنها «مزحة»، سواء بالضرب أو الترويع أو الصراخ للعتاب أو تخويفه بأي أداة، فيجري من خلاله تدمير الطفل، فينتج عن ذلك ردة فعل عكسية. من جانب آخر، فإن ترك الأطفال يسرحون في بحر تطبيقات الأجهزة الذكية، بلا رقابة مدروسة، سينتج عنه إيذاء، إما بتحرش، أو تعلم عادات سيئة، أو إيقاع أذى بأي طريقة كانت، فقد تجولت في بعض التطبيقات ذات خاصية «البث المباشر»، ووجدت الطوام من أطفال، يتعرضون لمثل تلك الممارسات السلبية، كتحرش جنسي من كبار عبر ألفاظ وحركات، وأيضاً استغلال براءتهم في تعلم طوام مشينة لا تصدر إلا من منحطين أخلاقياً. ومن أشد أنواع الإيذاء النفسي للطفل تلك العُقَد الناجمة عن خلافات الوالدين، أثناء العلاقة الزوجية أو ما بعد الطلاق، وفي المجمل، فإنَّ كل ما سبق هو «إرهاب في حق الطفولة». [email protected]