الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أثر الحضارة الإسلامية في أوروبا

ظهر أثر الحضارة الإسلامية، والفكر الإسلامي في أوروبا في ميادين شتى نشير إلى ميدان اللغة والأدب: لقد تأثّر الغربيون وبخاصة شعراء الإسبان بالأدب العربي تأثّراً كبيراً. فقد دخل أدب الفروسية والحماسة والمجاز والخيال الراقي البديع إلى الآداب الغربية عن طريق الأدب العربي في الأندلس على وجه الخصوص. يقول الكاتب الإسباني(الفارو): «إنّ أرباب الفطنة والتذوّق سحرهم رنين الأدب العربي، فاحتقروا اللاتينية، وجعلوا يكتبون بلغة قاهريهم دون غيرها». وساء ذلك معاصراً، فأسف لذلك، وكتب يقول «إنّ إخواني يعجبون بشعر العرب وأقاصيصهم، ويدرسون التصانيف التي كتبها الفلاسفة والفقهاء المسلمون، ولا يفعلون ذلك لدحضها والرد عليها، بل لاقتباس الأسلوب العربي الفصيح .. إنّ الجيل الناشئ من الأذكياء لا يحسنون أدباً، أو لغة غير الأدب العربي واللغة العربية، وإنهم يلتهمون كتب العرب، ويجمعون منها المكتبات الكبيرة بأغلى الأثمان، ويترنّمون في كل مكان بالثناء على الذخائر العربية». ويقول (سارتون) «حقّق المسلمون ـ عباقرة الشرق ـ أعظم المآثر في القرون الوسطى، فكُتبت أعظم المؤلفات قيمة، وأكثرها أصالة وأغزرها مادة باللغة العربية. وكانت من منتصف القرن الثامن وحتى نهاية القرن الحادي عشر لغة العلم الارتقائية للجنس البشري، حتى لقد كان ينبغي لأي كان، إذا أراد أن يلم بثقافة عصره، وبأحدث صورها أن يتعلّم اللغة العربية. ولقد فعل ذلك كثيرون من غير المتكلمين بها». وقد كان لكتاب «ألف وليلة وليلة» أثر كبير في الآداب الغربية كما ظهر ذلك في كتاب «الصباحات العشرة» لـ (بوكاشيو)، و«رسالة الغفران» للمعري، وما كتبه (دانتي) في «الكوميديا الإلهية». يقول الأستاذ (ماكييل): «كانت أوروبا مدينة بأدبها الروائي لبلاد العرب».