السبت - 15 فبراير 2025
السبت - 15 فبراير 2025

البناء بـ «الدراما»

انتهى شهر رمضان الكريم .. وسوف تهدأ حركة الإنتاج الدرامي العربي، لتعاود حركتها ببطء بعد أكثر من نصف عام، ثم تتسارع استعداداً لرمضان المقبل .. وتبقى المشاكل مستمرة في الكثير من الأعمال، ومن أهمها الاستعجال الذي ينتج كثيراً من الأخطاء الفنية والدرامية، والمشكلة الأهم عدم توقف أصحاب الأعمال الهابطة عن إنتاجها، خصوصاً تلك التي يعتقدون أنها «كوميديا»، بينما هي في الواقع لا تحمل سوى محتوى ساذج يذكرنا بمسلسلات الستينات من القرن الماضي. وعلى الرغم من أن الزمن تغير، وذائقة المتلقي اختلفت وتطورت بشكل كبير، فإن أولئك المنتجين ما زالوا يصرون على المشاهد المفتعلة من أجل إضحاك الجمهور، وهنا لا ننكر وجود شريحة من الناس ما زالت تتقبل مثل تلك الحالات، غير أنهم قلة بالمقارنة مع الكثرة التي تدرك الجيد من نقيضه. وربما يكون منتجو تلك الأعمال يعتمدون على المحلية (ممثلون ولهجات) لاستقطاب جمهور بلدهم، غير أن ذلك لا يعفيهم من أهمية الانتباه إلى الارتقاء بالمستوى، إذ يفترض في الدراما أن تثقف المجتمع، وليس العكس .. فـ «التهريج» لمجرد الإضحاك لم يعد له مكان على المستوى المجتمعي، أما الدراما التي تؤخذ فيها الأمور بجدية تامة، فهي التي تبصم وتؤثر وتترك انطباعاً إيجابياً لدى الجمهور. لنتذكر أن التلفزيون من أهم وسائل «الغرس الثقافي»، فإن أردنا أن نغرس قيماً إيجابية لدى أفراد المجتمع، فهو الوسيلة الأكثر فاعلية، وكذلك قد يكون عامل هدم .. والأكيد أنه لا بد من تعاون الجميع من أجل البناء. [email protected]