الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

في العيد تجديد

كثيراً ما يتكرر قول البعض، بأن العيد تغير، ولم يعد مبهجاً كما كان في الماضي، وهي عبارة كررها من قبلنا السابقون في عصور عدة، والحقيقة أن العيد لا يتغير، ولكننا نحن من يتغير، فربما اختلفت أسباب الفرحة والبهجة والتعبير عنها، لأن لكل عصرٍ مُوْجِباته حسب المتغيرات التي تطرأ، لذلك فإننا لا نرى ما كان يفرحنا في الماضي عندما كنا أطفالاً، ولكن مظاهر العيد الحالية تتوافق مع أطفال العصر الحالي، وهم فرحون بها. ومهما كانت المتغيرات، يظل للعيد أثر كبير في العلاقات الإنسانية التي تنتعش من خلال التزاور، وتحضيرات الكعك والحلويات، وتطوير أساليب الضيافة، وتوزيع العيديات على الأطفال، والسؤال عن الفقراء، وتقديم المساعدات لهم، من خلال الزكاة، مما يجدد العلاقات ويعود على المجتمع بأثر إيجابي. وفي العيد ما زالت الأسواق تعمل بشكل يختلف عن بقية الأيام، فالخياطون، ومحال الشكولاتة والحلويات، ومحال بيع الملابس والهدايا، وغيرها، ينتظرون موسم العيد لما يحمله من انتعاش للحالة الاقتصادية والتجارية، وهو ما يمثل فرحة للطرفين، البائع والمستهلك. وفي العيد تنتعش السياحة وترتفع نسبة زيارة الحدائق والمنتجعات ومحال الألعاب والملاهي، فينفق الآباء على أسرهم لإدخال السعادة إلى قلوبهم. ما زال العيد ينعش العلاقات، وما زالت الفرحة تعم، فلنتقبل المتغيرات، ولا نصادر فرحة العيد باعتقادات تسكن خيالنا، ولنفرح، فالأعياد تجدد الحياة والنشاط، ونعود من بعده لأشغالنا أكثر حيوية. [email protected]