الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

اتحاد القوى

من آمن بأن السيادة تخلقها الفرقة، لتبقى القوة في يد الواحد أمام المجموعة، فإنه يلاحق السراب، ويحلم ببناء أمجاده على طريق تتكدس فيه الضحايا، ويحاول أن يبني له صروحاً بيد اللصوص والمرتزقة، لأن ذممهم تباع لمن يدفع أكثر، وبالطبع سوف يدفع اليوم وغداً، مثلما دفع بالأمس من أجل تدمير جيرانه، وإخوته، وهو هناك في قصره يظن أنه في مأمن لأنه دفع ضريبة الفرقة والتدمير، لكن فاته إمكانية ظهور من يقاوم شره، ويفضح مخططه، بل يتحداه في عقر داره. وهذا ما حدث حين ظنت قطر ورفيقتها إيران أن حلم الفرقة قارب الاكتمال، لأن دورهم كان مؤجلاً لحين اكتمال الفوضى، كان لهم موعد ليظهروا كأبطال للمرحلة، مرحلة الشتات، مرحلة التمزق العربي، المرحلة التي سيأخذون فيها دور السيادة، وأجزم أن لهم مخططاً أخيراً مكتظاً بالحلول، كان طرحه مشروطاً بآخر المحطات المدمرة، لكن تمت مقاطعة حلمهم بيد السعودية والإمارات، حين كسرت قاعدة الشياطين، فأثبتت أن السيادة ليست بالفرقة، بل بالاجتماع على الألم قبل الفرح، بالوقوف مع قضية الإنسانية من دون أطماع، من دون أحلام مخفية، وشرعت الأختان في تقوية الروابط بينهما، حتى اختلطت دماء الشهداء السعوديين والإماراتيين من أجل معركة حاسمة أمام أطماع الشر الإيراني، والدسائس القطرية. وبالرغم من أن المشروع الإيراني القطري كان يسير كما خطط له، دمر طريقه اتحاد القوى وشتته، وها هو يذبحه ببطء، ويتحداه في آخر حلم لهم، في دار النشامى، في أردن العروبة، ولأنها لم تعد تملك من أمرها إلا قناة الشر، حاولت أن تشكك بهلوسة صفقة القرن التي أشبه ما تكون «بنكتة» سياسية سمجة. تخبط، واستغفال للعقل العربي، لم يعد يمر كما كان، فالأردن سيبقى بخير، ومشروعهم توقف عند حدوده، انتهى وقتهم ولم يحصلوا على شيء عدا العزلة التي ستزيد، وغضب شعوبهم التي لن ترحمهم، ولسوف يأتي اليوم الذي نرى عاقبتهم بيد الشعب المسحوق، وسنقول اللهم لا شماتة. السعودية والإمارات ستجمع القلوب التي شُتت بفعل غادر، ستعيد مجداً عربياً إسلامياً حاول الأقزام بيعه، والأيام ستشهد. [email protected]