2018-06-18
تحدثت في المقال السابق عن أهمية العمل إضافة إلى الحصول على الشهادة العلمية العليا، وإنه دون الخبرة والمعرفة فإن تلك الشهادة ستكون يتيمة في سوق العمل شديد التنافس، لكن المعضلة أين يمكن أن يعمل طالب في المرحلة الثانوية؟ وهو سؤال قد يتبادر إلى ذهن كل من يقرأ تلك المقالة، والإجابة تكمن في العمل التطوعي.
المشاركة التطوعية لا تكسب المتطوع فرصة العمل ومهاراته فحسب، بل هي تمنحه شهادة بنوع العمل الذي قام بتأديته، ولنسأل لو أن أياً منا كان مديراً في شركة ما، وحضر إلى مكتبه عدد ممن يريدون المسابقة للحصول على وظيفة معروضة لديك، ثم أنهم جميعاً قد تساووا في الشهادة الجامعية، وهم متفوقون في تعليمهم، لكن من بينهم واحد ورد في سيرته الذاتية أنه كان دائم التطوع وقائمة طويلة من المهام التي قام بتنفيذها، ومرفق صور من شهادات تلك الجهات، فمن ستختار؟ لا أعتقد أن بيننا من سينازع أو سيختلف أن الخيار سيقع على ذلك الشاب الذي يحمل قائمة من العمل التطوعي، بغض النظر عن مهام العمل التطوعي، والسبب لأنني ولكوني مديراً وصلتني رسالة بأنني أمام شاب طموح وجاد وعملي أيضاً، فهو قد استقطع جزءاً من وقته للعمل مجاناً، فكيف سيكون حاله عندما توكل له مهمة وعمل ويتقاضى عليه أجراً شهرياً أيضاً، هذه دعوة أسوقها لكل أم وأب، إن تجهيز ابنكم لسوق العمل وللمنافسة بقوة والحصول على فرصة وظيفة، تتطلب إجراءات منها إعداده وتجهيزه بالخبرات العملية وبالمعارف أيضاً إضافة إلى التعليم، والعمل التطوعي هو المفتاح لكل هذا وأكثر.
[email protected]