الاثنين - 10 فبراير 2025
الاثنين - 10 فبراير 2025

السعودية والإمارات تحالف وأهداف مشتركة

دأب الإنسان منذ القدم على وضع قانون يجرم العنف، وأقام الحجة المؤيدة للنهوض بتطبيقه، إلا إن نظاماً عسكرياً حوثياً ممولاً من إيران استولى على مناطق في اليمن وتسبب في العنف والطغيان والصراعات والنزاعات، وأسس ميليشيات عازمة على تغيير سياسة وحكم السلطة التشريعية. وكان توجه أكثر غموضاً لأهداف رسمها قادة طهران بمعية عصاباتها المنتشرة في العالم العربي والخليجي، ولو أمعنا النظر لوجدنا أن الأزمات أحدثت تغييرات في حياة الأمم، عطفاً عما ذكره التاريخ وسلسلة من الصراعات، والحروب التي كانت تحيط بهم. وقبل أن تغرق المنطقة بكاملها. نظمت السعودية والإمارات والتحالف شؤون الحياة في المناطق المحتدمة بالمعارك، وحافظوا على أرواح وحقوق الناس من محيطها، وتحول الواقع المأساوي إلى محاولة لإعادة التكامل تحت السيطرة، وجعل أمر الحوثيين من الأولوية للقضاء على تطلعاتهم وطموحاتهم ودفعهم إلى دائرتهم التي تحيط بهم بعد قمعهم في منطقة عازلة، وما حدث في اليمن نكسة على طهران دفع ثمنها. وفي ضوء ماذكرناه لم نجد دليلاً أو فلسفة منطقية لما يقوم به الحوثيون سوى فكر شاذ اعتمد على فقه إرهابي ضمن فعاليات متطرفة تصور للعالم أبشع صور العنف، وكبدت البلاد خسائر فادحة، وتحتفظ بموقف درامي ساخط وتحدياً للشرعية الدولية. وانطلاقاً من هذا المنظور، فإن السعودية والإمارات بعد تحرير الحديدة حولت الزعامة الحوثية المستبدة إلى هزيمة تعزز جهود الدولتين بالنصر وحماية أرض اليمن وشعبها من الحسابات الاستراتيجية الإيرانية، وكان ذلك بفضل استثنائية نفوذ الدولتين السياسي والعسكري. وقال البيان السعودي الإماراتي، إن دول تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة يتقدمون بمبادرة إنسانية جديدة تهدف إلى تكثيف وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية عبر ميناء الحديدة لتشمل المناطق المحررة كافة من قبضة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران. وأوضح البيان أن الدولتين «ستقدمان مساعدات داخل محافظة الحديدة، وسيعمل الجانبان على إنعاش الاقتصاد والتجارة بالمحافظة مع دعم المستشفيات الحكومية، إلى جانب تشغيل الميناء والمستشفيات وخدمة المواطنين اليمنيين». لا شك في أن أكثر الاتجاهات إلهاماً هي النصر على الظلم ومواصلة دحر الحوثي، والحفاظ على ثقافة الشعب الأصلية وتعضيد العلاقات بين الحلفاء، من أجل تمكين السلطة الشرعية من ممارسة نفوذها على الدولة، وإنعاش المجتمعات المتدنية الدخل. [email protected]