الثلاثاء - 11 فبراير 2025
الثلاثاء - 11 فبراير 2025

ركوب (الدرجات) النارية

يُعد ركوب (الدَّرَجَات) النارية الوسيلة الأسرع والأسهل للانتقال من «منصب» إلى آخر، ولتفادي ازدحام عرق الجبين وارتفاع تكلفة التعليم، مع أنها تمحو وقار الحق وتزيل ماء وجه الصدق، وتزيد الحوادث بين التفكير المنطقي والواقع اللامنطقي. يسلك هذا النوع من القيادة طُرقاً لا تستطيع وسائل النقل العادية اتخاذها، نظراً إلى ضيق الطريق أو وعورة الأرض، كما أنها تجعل الآخرين ينظرون إلى الراكب باعتباره شخصية مهمة ومرموقة ومحبوبة وقوية وذات سلطة ونفوذ، وتزداد رغبتهم في التعرّف إليه تضامناً مع ازدياد رصيده في البنك طبعاً، وقد يلفت انتباههم مهاراته في (التفحيط) وخلق دخان المجاملة الكثيف، ليعوق رؤية الحقيقة عند احتراق عجلة العدالة الخلفية، نتيجة الاحتكاك بأرض النفاق، من دون الضغط على مكابح الأخلاق وضبط النفس، أو حتى التعديل في غيار السرعة، فالشعور بالأدرينالين عند سماع صوت محرك «الترقيات» يتدفق في عروق المصالح، يعطي طاقة هائلة وحماس كبير، فضلاً عن اللياقة الصحية البدنية والنفسية المترتبة على التحرر من الضغوطات، ناهيك عن الانتصار الناتج عن المحسوبية، وبالتالي الحصول على بيئة عمل ناجحة بالواسطة، وأسرة عائلية مستورة بالمال الحرام. هناك الكثيرون (ولله الحمد) يسلكون الدرب الصحيح مشياً على الأقدام، وإن كان طويلاً وشاقاً، فيفخرون بشرف الوصول وليس الوصولية.