الثلاثاء - 11 فبراير 2025
الثلاثاء - 11 فبراير 2025

حرب إغاثة

يتضح للمتابع للوضع الإنساني في اليمن أن حرب الحديدة عملية إغاثة لشعب طال عذابه تحت وطأة ميليشيات الحوثي التي استغلت الموانئ في تهريب السلاح، والأمرّ من ذلك استخدام المساعدات الإنسانية كوقود وعملية لإجبار المدنيين على المشاركة معهم في الحرب ليضعوهم أمام خيارين كلاهما مر، الموت أو القتال ضد إرادتهم. ومع ذلك طال أمد الانتظار حتى تتضح الصورة أمام المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية المتخوفة من الوضع في اليمن وما قد تسفر عليه عملية تطهير المناطق وعليه تم تأجيل تحرير الحديدة عدة مرات استجابة للتخوف، وطلب حينها من الأمم المتحدة التدخل للحاجة للميناء ومطار صنعاء لمساعدة الناس ولكن قوبل الطلب بالرفض لعدم مقدرتهم على التعامل مع ميليشيات حوثية غير نظامية، ولَم يبق سوى حل تحرير سكانها وإنقاذهم في أسرع وقت قبل تحرير الأرض والميناء. الحوثي لا يزال يعيش خارج نسق التاريخ راسماً عناوين عريضة من نظرية المؤامرة وكأن الكون اجتمع لكي يقضي عليهم ما عدا إيران ويبدو أن قطر دخلت في هذا التحالف. هذا المرض الفكري جعلهم يستغلون كل المحرمات لحرب البقاء الواهية ما جعلهم ينتهكون حرمة بيوت الله والمنازل للاختباء بها والقيام بعمليات عسكرية من خلالها واستغلال سكان المناطق التي يحتلونها بمختلف الطرق حتى وصلت إلى استخدامهم كدروع بشرية. واليوم وصلت حالتهم المرضية إلى وضع ميؤوس منه وصراخهم يدوي على قدر ألمهم بعد قرب تحرير الميناء الذي كانوا يهربون الأسلحة من إيران عبره. حرب الإغاثة مستمرة رغم كل المحبطين والمتربصين بنجاحات التحالف العربي، وبأوامر رئيس الدولة تم توفير جسر إغاثي عاجل إلى محافظة الحديدة، والذي يشمل تقديم مساعدات إنسانية وغذائية يتم توجيهها للمناطق المحررة في المحافظة بتسيير عشر بواخر محملة بمساعدات تشمل 13500 طن من المواد الغذائية المتنوعة، إضافة إلى جسر جوي يشمل ثلاث رحلات جوية تنقل عشرة آلاف و436 طرداً غذائياً للشعب اليمني الشقيق. وهذا أكبر دليل للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية التي تتخوف من الأوضاع فإن الوضع الحالي يحتاج إلى تضافر دولي شامل لإنقاذ أهل اليمن من وطأة الحوثي لا أن يترك الأمر. ومع كل ما يقوم به الحوثي لا يزال باب الحوار مفتوحاً أمام تسوية سياسية لحفظ اليمن وفق أُطر سليمة تضمن بناء دولة وطنية بعيداً يحكمها دستور يحفظ حقوق الجميع وصناديق الاقتراع يتنافسون عليها دون سلاح. [email protected]