الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

60 يوماً من أجل ابنك

من مطلع يوليو وحتى نهاية أغسطس، فترة ذهبية لمن أراد لأبنائه إجازة مختلفة، الحديث عن العطلة الصيفية ليس مبكراً، فالتخطيط جدياً لأي عملٍ يمنحه جودة وإتقاناً في التنفيذ بدلاً من العشوائية التي تولد الارتباك والتخبط. ستون يوماً أو تنقص قليلاً أو تزيد، هي بالمجمل فترةٌ منتظرة لنا ولأبنائنا بعد الركض في ميدان عام دراسي مضى، وفي غضون إجازة نهاية العام هنالك الكثير مما يمكننا تقديمه لأبنائنا، خبرات تُكتسب، ومهارات تُنمى، وقدرات تُصقل. عاداتٌ سلبيةٌ يمكن أن تعالج وأخرى إيجابية يمكن أن تضاف. نحن في الوقت الأمثل كي نعقد مع نصفنا الآخر جلسة نقاش هادئة عما يمكن أن نعده ونقدمه لأبنائنا في فترة إجازتهم. هذا ليس ترفاً أو عملاً هامشياً أو جانبياً، بل هي مسؤوليتنا الحقيقية في إعداد برنامج لصيفٍ حافل بالمتعة المقرونة بالفائدة. ليس ثمة وصفة جاهزة يمكن تعميمها، فكلّ أب وأم هما الأقرب والأعرف والأجدر بتحديد احتياجات أبنائهم، ومن ثمّ العمل على بلورتها إلى أفكار تُقلل أو تقضي على الهدر في الأوقات الذي يعاني منه كثير من الأبناء بسبب تقصيرنا نحن معاشر الآباء في تفعيل أدوارنا كما يجب. لنفتش أولاً في زوايا منازلنا عمّا يمكن أن نستثمر فيه طاقات أبنائنا بما يعود عليهم بالنفع، أتذكر كيف كان والدي يعهد إلي بترتيب مكتبة المنزل وإعادة فهرستها بمساعدة شقيقاتي في فترة الإجازة الصيفية، مهمةٌ كانت تستغرق أياماً وربما أسابيع! كان والدي يستطيع أن يؤدي تلك المهمة بنفسه، لكنني كبرت لأعرف بأنه كان بطريقة غير مباشرة يضعنا في تماسّ من الكتاب. وهكذا أحاول أن أفعل مع ابني اليوم. وأنت عزيزي الأب وأنتِ عزيزتي الأم. فتشوا عن الشغف في نفوس أبنائكم ثم ابنوا على أساسه برامجهم الخاصة خلال عطلة نهاية العام. فستون يوماً يمكنها أن تصنع فارقاً وتضع بصمة ترافقهم في مستقبلهم متى أحسنّا استثمارها. [email protected]