الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

لنبدأ

مرت علينا أيام شهر رمضان المبارك وأغلب الناس في إقبال على الله وصلاح وتقوى، وحتى الصغار منهم شاهدنا منهم حرصاً على الطاعات وقراءة القرآن، وهذا دليل على وجود خير عظيم في قلوب الناس، والمطلوب منا بعد شهر رمضان أن نستمر على العمل الصالح وأن نحرص عليه، فلا بد علينا أن نغير أنفسنا تغييراً إيجابياً في مسائل الإقبال على الطاعة، فالله تعالى أمرنا بالعمل الصالح. والدنيا كما لا يخفى على الجميع دار عمل وسعي إلى الله، فالسعيد من حاسب نفسه وأقبل على طاعة ربه، ولو حرص الواحد منا بعد شهر رمضان وغير نفسه إلى الأفضل فحرص على أن لا تفوته تكبيرة الإحرام مثلاً أو حرص على عدم التفريط في السنن الرواتب أو قراءة القرآن كل يوم أو غير ذلك من أبواب البر والعبادة لوجدنا بأن حياتنا ستختلف اختلافاً كاملاً، بل ستصبح هذه العبادات وغيرها جزءاً رئيساً في يومنا، فاليوم الذي لا نقرأ فيه شيئاً من القرآن سنشعر فيه بتأنيب الضمير على مرور الأوقات والساعات دون قراءة ورقة واحدة من القرآن الكريم. وفي كل واحد منا شيء من النقص والخلل ولكن العاقل يبادر إلى مراجعة نفسه ومعالجة أي نقص فيها، وأما أن نقر بتقصيرنا دون أن يثمر فينا هذا الإقرار أي مراجعة للنفس فهذا خلل كبير. والموفق من يعلم أن أبواب الخير لا تغلق بعد رمضان فالعمر كله موسم للتجارة مع الله، فحاله بعد رمضان لا يختلف كثيراً عن حاله في رمضان، فهو حريص على إرضاء ربه والتقرب إليه، وأما إن كان في رمضان فقط مقبلاً على الخيرات وينساها بعد رمضان فهذا خلل ينبغي علينا أن نتوقف عنه وأن نحاسب أنفسنا عليه، ومع المواظبة على العمل الصالح سنشعر براحة وسعادة وطمأنينة وسكينة تغشى القلب لا يمكن التعبير عنها، وهذه جنة معجلة لصاحبها قبل جنة الآخرة إنها جنة العمل الصالح فلنبدأ بأنفسنا ولنستعن بالله. باحث شرعي [email protected]