2018-06-20
على الرغم من مرارة اللجوء لمن تشردوا عن أوطانهم من الدول العربية التي شهدت وتشهد الصراعات، إلا أن ذلك اللجوء قد يفيد في انتشار اللغة العربية في البلدان التي استقبلت اللاجئين، فالثقافة سوف تكون متبادلة، حين يتعلمون لغة غيرهم، لكنهم بالمقابل قادرون على تسهيل تعلم لغتهم العربية لأعداد لا يستهان بها من أبناء الدول التي استقروا بها.
ففي السويد على سبيل المثال، تقول آخر الدراسات إن اللغة العربية باتت اللغة الثانية بعد السويدية، متقدمة على الفنلندية التي كانت ثانية، وفي تلك الدراسة تحدث اللغوي وأستاذ اللسانيات ميكاييل باركفال أن ما يقرب من 200 ألف شخص مرشحين للزيادة بنسبة 50 في المئة يعدّون «العربية» لغتهم الأم، كما أنه أدرج ضمن الناطقين بالعربية من يقيمون في السويد من العرقيات الأخرى القادمة من الشرق الأوسط كالسريان والآشوريين والأكراد.
هذا في السويد، والأمر ذاته قد ينطبق على هولندا والدنمارك وألمانيا وغيرها في تقدم اللغة العربية في ميزان اللغات المتداولة، الأمر الذي يعني مزيداً من الانتشار لها، وقد يكون ذلك عاملاً إيجابياً ينتج عن عملية اللجوء المؤلمة لمن اضطروا إليها قسراً، ولعله يندرج أيضاً ضمن ما يسمى «العولمة» فاللغات تختصر المسافات، وتقارب الشعوب.
فإن كان اللجوء خياراً وحيداً لدى من أجبروا عليه، فمن الممكن استثماره بما يفيد ولا يضر، والأكيد أن مشاكل الدول العربية المضطربة سوف تنتهي ذات يوم، لعله يكون قريباً، كي يعود من يريد من اللاجئين إلى داره، بعد أن كوّن صداقات كثيرة في بلد لجوئه، وربما تساعد تلك الصداقات على إيجاد حالات تقارب لغوي يدعم اللغة العربية.
صحافية ودارسة إعلام
[email protected]