الاثنين - 17 فبراير 2025
الاثنين - 17 فبراير 2025

التعدد مباح لا واجب

أنصار تعدد الزوجات يظنون أن الشرع جاء منادياً بالتعدد، وهو كلام غير دقيق؛ فالشرع الحنيف في هذه المسألة جاء ليحد منه، خاصة أنه كان شائعاً جداً بين العرب والفرس واليهود في تلك الأزمنة؛ فعن سيدنا سالم، عن أبيه سيدنا عبدالله بن عمر بن الخطاب، أن سيدنا غيلان بن سلمة الثقفي رضي الله عنهم، أسلم وتحته عشر نسوة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعاً» أخرجه أحمد في «مسنده»، وابن ماجة في «سننه».. تعدد الزوجات ليس مقصوداً لذاته، وإنما يكون تزوج الرجل مرة أخرى لأسباب ومصالح عامة، ولا يمكن أن نجد في الشرع ما يدل على أنه يجب على من تزوج واحدة أن يتزوج أخرى، ولن نجد إلا أن حكم التعدد مباح، شريطة القدرة عليه، وبطبيعة الحال بما لا يؤثر بالسلب والضرر البالغ على الحياة الأخرى، وأنه بهذه الشروط، أفضل من تعدد العشيقات والخليلات، والعياذ بالله.. قد يحتج البعض بقوله تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ﴾، وعن ذلك يقول الإمام الطبري في تفسيره (جامع البيان في تأويل القرآن): «اختلف أهل التأويل في ذلك، ثم يقول، وإن خفتم أن تجوروا إذا نكحتم من الغرائب أكثر من واحدة فلا تعدلوا؛ فانكحوا منهن واحدة، ويضيف، وإن خفتم من الأربع أن لا تعدلوا في أموالهم، فاقتصروا على الواحدة». متخصص في الفقه والفكر [email protected]