2018-06-20
تعد مصارعة (الجيران) من أشرس الخلافات الاجتماعية حول العالم، إذ لا تتوافر الإمكانات اللازمة لتوصيل الحماية الكافية إلى سابع جار! خصوصاً إذا كان المعتدي ضخم الأذية ولديه قرون حادة في كلماته، حيث تتمحور هذه الأزمة حول المواجهة بين الجار المصارع والجار المصروع في حلبةٍ تسمى «الحي السكني» على مرأى ومسمع من الناس عامة، والذين يتجمعون غالباً لمشاهدة كيف يتغلب النزاع على السِّلم!
دائماً يسبق المصارعات إطلاق «ثور» الغضب من حظيرته داخل الأعصاب، و«ثورة» خلايا الصبر والتروي في النفس البشرية، مما يؤدي إلى رؤية الدنيا وما فيها باللون الأحمر الساخط، وهكذا تبدأ الكلمات الجارحة في الجري أمام اللسان باتجاه الهجوم اللفظي أو البدني أو كليهما، وقد تحدث إصابات خطرة مادية وحسية، إلا أن ذلك لا يردع أحداً ولا يغلق الأبواب أبداً، فما إن يبدأ القتال باستعراض الأدلة عن الأضرار الواقعة سواء كانت عن قصد أو بالخطأ، حتى يشتت البعض انتباه المصارع الهائج، ومحاولة تهدئته لئلا يحدث ما لا يُحمد عقباه.
إذا لم تنتهِ المنازلة بتنازل أحدهم، تتدخل القوات الخاصة بفض النزاعات ودياً، أما في الحالات الخطرة فينتظر الجزار ذلك (الجائر) الطاغي، لينحر تلك الهمزة المتوسطة وبالتالي إعادة تحويله إلى (الجار) الطيب.
[email protected]