الحديدة والنصر النهائي

كيف يمكن قراءة الانتصارات الأخيرة التي تحققها القوات الحكومية اليمنية، بإسناد من التحالف العربي خلال عملية «النصر الذهبي»، التي تستهدف تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، من قبضة المسلحين الحوثيين؟ ومع بشائر النصر القادمة من أرض المعركة، واستعادة القوات الحكومية للمطار يمكن القول إن تحرير الحديدة خطوة مهمة باعتبارها محطة استراتيجية لقطع إمدادات مليشيات الحوثي وتأمين سلامة الملاحة الدولية في معبر يمر فيه نحو 15 في المئة من التجارة العالمية سنوياً، فضلاً عما تمثله تلك العملية من تمهيد للطريق نحو صنعاء. ولا شك أن محاولات المبعوث الأممي لليمن، مارتن جريفيث، لتيسير التسليم الآمن لمدينة الحديدة إلى الحكومة الشرعية، يلقى دعماً وتأييداً من جميع الدول الحريصة على سلامة اليمنيين ووحدة أرضهم وفي مقدمتها دولة الإمارات التي يقدم أبناؤها كل غالٍ ونفيس لتحقيق تلك الأهداف. وفي هذا الإطار قال الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية «نحن وكل اليمن نرحب بوصول مبعوث الأمم المتحدة، ونشجع جهوده لتسهيل التسليم الآمن للحديدة إلى الحكومة اليمنية الشرعية، فالإمارات والتحالف العربي يقدران الإصرار الدؤوب للمبعوث الدولي لإقناع الحوثيين بإلقاء أسلحتهم والدخول في مناقشات سياسية مجدية». ومما يبشر بالخير أن القوات الحكومية المدعومة من دول التحالف حققت خلال أيام معدودة انتصارات متتالية في الحديدة، بعد أن استعادة سيطرتها على المطار، الأمر الذي قد يجعل الطريق ممهداً نحو الحل السياسي الذي يرتكز على قرارات الأمم المتحدة والمبادرة الخليجية ومقررات الحوار الوطني. ولأن للإمارات مبادئها التي لا تحيد عنها فإنها عملت على استمرار جسور المساعدات الإنسانية إلى مختلف المدن اليمنية بل زادت منها، حرصاً من قيادتها على توفير احتياجات أهالي المناطق المحررة في محافظة الحديدة. وفي هذا الإطار قال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر «إن دولة الإمارات لن تدخر وسعاً في سبيل تقديم كل ما من شأنه أن يحد من تداعيات الأحداث الجارية هناك على حياة الشعب اليمني الشقيق، مؤكداً في الوقت نفسه أن الوضع في اليمن يواجه تحديات كبيرة تتطلب تقديم المزيد من الدعم وتضافر الجهود الإنسانية للحد من وطأة المعاناة على كاهل المتأثرين». مبروك للحديدة واليمن ودول التحالف وكل قوى الخير والسلام انتصارات يصنعها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. [email protected]