الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أزواج وانطباعات

هل يعقل أن كل ما يقدمه الإعلام عن الزواج وحجم تعقيداته لا يقابله جانب إيجابي للعلاقة الزوجية؟ إن أي حرب هادفة للتحطيم والاستيلاء هي حرب فكرية قبل أي تحرك فعلي، وما يوجه عالمياً إلى مؤسسة الزواج على مستوى نخبوي وإعلامي له دور في تشويه ثنائية «الأنثى والرجل» القادرين على العبور من «عدم الرغبة» في الاجتماع تحت سقف واحد، إلى العمل على إنجاح تجربة الزواج حتى ينتج عنه أسرة سليمة.. ومجتمع طبيعي. تكدس الأفكار المشوهة يؤدي للعزوف عن الزواج، واستمرار إشاعة الصورة السلبية إعلامياً يفاقم ارتفاع معدلات الطلاق عالمياً، ولا تتوافر مبادرات أو حتى محاولة لتطويق ظاهرة الطلاق، وتبعاتها المتعلقة بأجيال تتعرض للتمزق. جذور الأزمة تشير إلى فكر وانطباع الناس عن هذه المؤسسة «الفاشلة» وفق ما تقدم وتكرس وسائل الإعلام، وما يستمر النخب في اجتراره من خلال منتجاتهم لتأكيد الفشل المنتهي بالعزوف عن الزواج والالتفاف على متطلباته، وبما أنتج انهيار الوعي بحجم المسؤولية، وتفشي أسلوب تواصل منحرف عبر علاقات محرمة ومسيئة، لا تحفظ حقوقاً ولا تمكن من الالتزام بالواجبات. مؤسسة الأسرة وأمنها واستقرارها، من أهم مقومات الأوطان وأسباب بنائها وازدهارها، وذلك يرجع إلى نجاح وثبات مؤسسة الزواج أمام التحديات، خاصة طوفان المنتجات الإعلامية المعلبة الفاشلة في تقديم رسائل إيجابية تبعث التفاؤل وترسم صور متوازنة عن العلاقات الإنسانية.. الحلول ليست سهلة التطبيق لكنها متوافرة، والتجربة تستحق التحرك المبكر للتأهيل والتدريب منذ الطفولة على مهارات التواصل والتحاور والتفهم، والتعود على ثقافة الاختلاف والتقبل والاحتواء. [email protected]