الثلاثاء - 11 فبراير 2025
الثلاثاء - 11 فبراير 2025

نحو المجتمع الملائكي

يحسب بعض الآباء والأمهات أن الرعاية لأطفالهم تكمن في الملبس والطعام والمنزل، وبرغم حيوية هذه الجوانب إلا أنها بديهية أو كما يقال لا أحد ينازع أو يناقش حولها، لذا ليس من الطبيعي أن يتنكر الأب أو الأم لأي من هذه الجوانب، وفي حال وقوع تقصير في هذه الاحتياجات الرئيسة فإن هناك تدخلاً رسمياً من الرعاية الاجتماعية لإنقاذ الأطفال من مثل هذا الإهمال الجسيم.. إلا أن هناك إهمالاً أكبر وضرره بالغ ويستمر لعدة سنوات إذا لم يكن طوال العمر، ولعل هذا الإهمال يكمن في عدم التربية القويمة، عدم منح الأطفال القيم الحياتية الصحيحة، عدم رعايتهم المعنوية والنفسية بشكل سليم، هذا الإهمال له تبعات عميقة أولاً على الأطفال ومستقبلهم وثانياً على أسرتهم داخل المنزل ثم ثالثاً على المجتمع ككل. وكما يقال لو أحسنت الأسرة الرعاية والتربية لما ظهرت في المجتمعات أشكال من العنف والقسوة والظلم والعراك والتصارع، صحيح أن البشرية برمتها سلمت بمبدأ عدم وجود الملائكية، وعدم وجود مجتمع يخلو من الجريمة، لكننا نستطيع بطريقة أو أخرى وضع معدلات الجريمة على مختلف أنواعها وأحجامها في أقل درجاتها الممكنة، ولكن المربط أو كما يقال الانطلاقة من الأسرة، منذ نعومة أظفار الأطفال وهم يخطون أولى خطواتهم نحو الحياة، عندما يقع يتم تشجيعه للنهوض وعندما يأخذ أحدهم لعبته نعلمه الإيثار وأيضاً كيف يتعامل مع من يسطو على أغراضه، لا نشجعه أن يذهب نحو الطفل الآخر وأن يسدد له لكمة على وجهه، ونبرر ونقول حتى يتعلم كيف يدافع عن نفسه إذا كبر. [email protected]