الجمعة - 07 فبراير 2025
الجمعة - 07 فبراير 2025

تجديد الكرة العربية

خروج منتخبات السعودية ومصر والمغرب المبكر من منافسات كأس العالم روسيا 2018 أمر محزن لجماهير الكرة العربية، لكنه لا يعني الاستسلام أو عدم تكرار تجربة التأهل إلى هذا المحفل الكروي العالمي خوفاً من هزائم مماثلة وتوديع غير مشرف. المشكلة التي تعانيها الكرة العربية عدم وجود بيئة نظيفة تساعد على اكتشاف وتطبيق نظريات جديدة تحمل بعض الحلول، فالنظرية المؤثرة الوحيدة الموجودة حالياً في الوسط الكروي العربي هي «نظرية المؤامرة»، أي نظرية إزاحة الأشخاص عن مناصبهم في الأندية والاتحادات، لا توجد نظرية نقدية واضحة تشخص العلل، ولا توجد نظرية تساعد على اكتشاف الحلول. بعد المونديال الحالي، تحتاج المنتخبات العربية إلى تحليل واقعها تحليلاً موضوعياً بعيداً عن المجاملات، هذا الأمر يتطلب معرفة قوة المسابقات المحلية لكل لبلد مقارنة بالمنافسات الأخرى، ومن ثم مقارنة التصفيات القارية بنظيراتها. الكرة العربية في حاجة إلى بيئة عمل نظيفة جاذبة تساعد على إيجاد نظريات واقعية تنقلها من وضعها الحالي إلى وضع أفضل. خروج منتخبات السعودية ومصر والمغرب من مونديال روسيا لا يعني أن رحم الكرة العربية مصاب بالعقم بل بالعكس، هو رحم خصيب أنجب الكثير من المواهب الكروية وقادر على إنجاب المزيد. هذا الخروج غير المُحبّب أفضل وقت لدراسة حال الكرة العربية وتشخيص عللها ووضع الحلول المناسبة لها، وليس الوقت المناسب للاستسلام. [email protected]